تعرف مكاتب البريد، هذه الأيام، ازدحاما كبيرا بسبب توافد اعداد كبيرة من المواطنين للاستفادة من الدعم المالي المشروط، في إطار برنامج "تيسير" الهادف إلى تشجيع الأسر الفقيرة على تدريس أبنائها، لمحاربة الهدر المدرسي المتفشي في صفوف التلاميذ المنتمين إلى الطبقة الهشة. طاقمنا عاين هذا الازدحام بكل من تمارة وسلا والخميسات، حيث توافد عشرات المواطنات والمواطنين منذ أمس الاربعاء، على مكاتب البريد لاستخلاص الدعم الحكومي الذي تستفيد منه الأسر المنخرطة في برنامج "تيسير"، والذي لا يتعدى ستين درهما بالنسبة لتلاميذ المستويين الأول والثاني ابتدائي، وثمانين درهما بالنسبة لتلاميذ المستويين الثالث والرابع ابتدائي، ومائة درهم لتلاميذ المستويين الخامس والسادس ابتدائي، فيما يصل مبلغ الدعم بالنسبة لتلاميذ مستوى الثانوي الإعدادي إلى مائة وأربعين درهما.
يشار إلى أن برنامج "تيسير" أحدث في عهد حكومة عباس الفاسي، وكان عدد المستفيدين في بداية تفعيل برنامج "تيسير"، كان في حدود 87.795 مستفيدا، برسم الموسم الدراسي 2008-2009، وفي الموسم الدراسي 2017-2018، بلغ عدد المستفيدين 703.359. وتوسعت قاعدة المستفيدين لتشمل، خلال الموسم الدراسي الجاري، 2.087.200 مستفيد.
ويمنح الدعم لأبناء الأسر المستفيدة من نظام المساعدة الطبية "راميد"، في انتظار العمل بالسجل الاجتماعي الموحد؛ ورغم اشتراط توفر الأسر الراغبة في استفادة أبنائها من دعم "تيسير" على بطاقة "راميد"، فإن هذا الشرط غير كاف ليصل الدعم إلى مستحقيه من أبناء الطبقات الفقيرة، حسب بعض المتتبعين، نظرا للاختلالات التي شابت الاستفادة من بطاقة "راميد" التي حصل عليها أشخاص غير مستحقين.
وسبق لسعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، خلال عرض حول تهييء الدخول المدرسي والمهني والجامعي 2018-2019، في مجلس النواب، إن أكد أن برنامج "تيسير" لم يحقق الأهداف المرجوة منه، وافتقد تدبير الميزانيات المرصودة له للحكامة المطلوبة.