هدّدت المنظمة الوطنية للمجاهدين بالجزائر، بالمتابعة القضائية للجهة التي عمدت إلى "تشويه التاريخ المشرف للمجاهد لخضر بورقعة، وإعطائه اسما آخر غير اسمه الحقيقي". وعادت المنظمة، في بيان لها تحت عنوان "لا للمساس برموز الثورة"، إلى سرد التاريخ الثوري للمجاهد لخضر بورقعة، الذي تم إيداعه الحبس المؤقت أول أمس الأحد 30 يونيو، بتهمة إهانة هيئة نظامية وإحباط الروح المعنوية للجيش الوطني الشعبي.
وأكدت المنظمة، التي تجنبت الخوض في ملابسات اعتقال بورقعة في نص البيان، أنه "وبقطع النظر عن الملابسات التي دفعت العدالة لاتخاذ اجراء اعتقاله في هذا الظرف بالذات، فإن الأهمية التاريخية للدور الذي لعبته هذه الشخصية إبان ثورة التحرير على مستوى الولاية الرابعة، يجعلها أمام إشكال كبير، يفرض واجب التذكير بإنجازات ومسار هذا المجاهد".
وأشارت منظمة المجاهدين إلى انّ تفاعل الأحداث السياسية الخطيرة "التي تعيشها البلاد دفعت بالمجاهد بورقعة، الى الواجهة مما رتّب اعتقاله، و ما ترتب عنه من ردود أفعال وتفاعلات على مستوى المجموعة الوطنية بفئاتها المختلفة السياسية والنقابية وجمعيات المجتمع المدني".
ويذكّر البيان بعلاقة بورقعة بثورة التحرير، التي يؤكد بأنها "ستبقى رغم مواقف الرجال إزاء مسار الاحداث رصيدا شخصيا مشرفا لا يمكن لأية جهة النيل منه"، مشيرا إلى تاريخ التحاق الرجل بالثورة مطلع سنة 1956على مستوى المنطقة التاريخية الرابعة، حيث تشير المنظمة إلى أنّه " التحق بمجموعة من المجاهدين الذين قاموا بتأمين اللقاء الذي ضم مجموعة من الطلبة بعدد من قادة الثورة و هم الشهيدين محمد العربي بن مهيدي، وعبان رمضان بالإضافة للمجاهد "اوعمران". أين اخضع الطلبة لتكوين سياسي عسكري، في الوقت الذي كان فيه أولئك القادة يحضرون للإلحاق بمؤتمر الصومام التاريخي ".
و يضيف نص البيان بأن "بورقعة تكفل بعد مؤتمر الصومام، بمهمة ضمن المنطقة الجنوبية و كانت الغاية منها تنظيم وتحسيس وتأطير الجماهير الشعبية للالتفاف حول أهداف الثورة".
وبالنظر الى "ما تميزت به شخصية بورقعة من كفاءة في أداء المهام، وما أبداه من شجاعة ميدانية في مواجهة العدو"، يقول نص البيان، بأنه "تم إلحاق هذه الشخصية بالكتيبة الزوبيرية التي عرفت بنشاطها المكثف في الناحية الرابعة".
وذكر البيان بشهادات بعض رفاق المجاهد بورقعة، و التي "تتحدث عن تميزه في الاشراف على توجيه المعارك ضد قوات الاحتلال، مما رشحه لتولي المسؤولية السياسية والعسكرية على مستوى الناحية الرابعة بالمنطقة الثانية، وما لبث أن عيّن سنة 1960 عضوا بمجلس هذه المنطقة مع ترقيته كنقيب، وتوليه مباشرة مسؤولية الاشراف على المنطقة الثانية"
وتمت ترقية بورقعة، حسب شهادة منظمة المجاهدين، العام 1960 إلى "رتبة رائد ليتولى بعدها عضوية مجلس هذه الولاية ليواصل مساره النضالي في الوقت الذي سقط فيه السي بونعامة في ميدان الشرف سنة 1961 ومع استرجاع الاستقلال كان بورقعة ضمن كتائب جيش التحرير الوطني التي قدمت عرضا عسكريا بالعاصمة تم فيه لأول مرة رفع العلم الوطني ."
ويختم نص البيان بالتذكير بأن "بورقعة من القلائل من بين أعضاء المجلس الوطني للثورة الجزائرية، الذين لايزالون على قيد الحياة".