تستمر المعارك بين قوات حكومة الوفاق الليبية، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، اليوم الاثنين، في العاصمة طرابلس، جوا وأرضا، وسط مطالب دولية بوقف القتال، بعد أكثر من عشرة أيام على بدء الاشتباكات. وفي تطور ميداني، أعلنت قوات حكومة "الوفاق" الليبية، الأحد، استسلام كتيبة تابعة لقوات حفتر، قائد الجيش بالشرق بكامل أفرادها وعتادها، جنوبيطرابلس.
وقالت عملية "بركان الغضب"، التي أطلقتها الحكومة المعترف بها دوليا، لصد هجوم حفتر، عبر صفحتها في موقع "فيسبوك"، إن الكتيبة تضم 25 فردا و10 آليات عسكرية.
ولم يصدر أي تعليق فوري من جانب قوات حفتر بشأن تلك الأنباء..
بينما نقلت قناة ليبيا الرسمية التابعة للوفاق، عن مصدر عسكري لم تسمه، أن كتيبة تابعة لقوات حفتر سلمت نفسها بكامل عتادها للكتيبة 166.
وأضاف المصدر أن الكتيبة سلمت نفسها بكامل عتادها بعد تفاوض دام ثلاثة أيام، تم بعده إعطاؤهم الأمان بشرط الاستسلام.
وسبق أن أعلنت الوفاق كذلك، السبت، أن قواتها تمكنت الأحد من إسقاط طائرة عسكرية تابعة لحفتر جنوب العاصمة طرابلس.
وقال الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب مصطفى المجعي، إن الطائرة التي أُسقطت من نوع "ميغ 23"، وأقلعت من قاعدة الوطية غرب العاصمة.
وأقرت قوات حفتر بسقوط الطائرة في وقت لاحق.
وقال المتحدث باسم قوات حفتر أحمد المسماري عن الطائرة الحربية التي سقطت في منطقة وادي الربيع جنوبيطرابلس، إن "سبب سقوط الطائرة الميج 21 إصابتها بشظايا صاروخ وفقدان قائدها السيطرة عليها".
وتابع: "قائد الطائرة قفز بالمظلة، وهو بصحة جيدة في حماية الكتيبة 111 بمحور وادي الربيع".
في المقابل، استمرت قوات حفتر بقصف مناطق وأحياء سكنية تابعة لسيطرة الوفاق، فيما نشرت "قناة ليبيا الأحرار"، فيديو يوضح جانبا من القصف الذي تقوم به قوات حفتر نحو العاصمة، وفق مواقع تابعة لها.
وسبق أن قصفت قوات حفتر مساء السبت، المستشفى الميداني في وادي الربيع، بعدد من قذائف الهاون، ما أوقع ستة قتلى.
ومنذ 4 أبريل الجاري، تشهد طرابلس معارك مسلحة إثر إطلاق حفتر عملية عسكرية للسيطرة عليها وسط تنديد دولي واسع ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة في ليبيا، واستنفار قوات حكومة "الوفاق" التي تصد الهجوم.
ومنذ اليوم الرابع للمعارك دخلت طائرات الطرفين على خط القتال وسط تبادل التهم بشأن قصف المدنيين في طرابلس والمدن المجاورة لها.
وكان من المقرر الأحد، انطلاق فعاليات الملتقى الوطني الجامع الذي يعد آخر خطوات خارطة طريق الأممالمتحدة لحل الأزمة الليبية، لكنه تأجل إلى أجل غير مسمى، بسبب معركة طرابلس، بحسب ما صرح المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة.
والسبت، اشترطت حكومة الوفاق الوطني عبر الناطق باسمها، مهند يونس، عودة قوات حفتر من حيث انطلقت أول مرة، لوقف إطلاق النار، مؤكدة أن "الحديث عن أي حلول سياسية على نفس القواعد السابقة هو أمر عفا عليه الزمن".
يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية، أصدرت بيانا صحفيا مقتضبا الاثنين، بشأن تطورات الأوضاع العسكرية في طرابلس والمعارك الدائرة على تخومها، مشيرة إلى سقوط 147 قتيلا و614 جريحا، بسبب المعارك حتى ساعة إعداد البيان.