أبرز خبراء مغاربة وأجانب، خلال ندوة نظمت، اليوم الخميس، ضمن فعاليات الدورة السادسة للمنتدى المغربي لريادة الأعمال الذي تتواصل فعالياته بورزازات، أن الشراكة الاقتصادية القائمة بين المغرب وعدد من بلدان القارة الإفريقية تعتبر نموذجا يحتذى للتعاون جنوب - جنوب. وأكد هؤلاء الخبراء، خلال هذه الندوة المنظمة حول موضوع "المغرب كنموذج اقتصادي بالقارة الإفريقية" أن اتفاقيات الشراكة والتعاون التي أبرمها المغرب مع عدد من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء وإفريقيا الغربية، وهمت عدة مجالات اقتصادية واجتماعية حيوية، مكنت من تقوية الشراكة الاقتصادية جنوب - جنوب وتكريسها بجلاء على أرض الواقع .
وسجل إدريس لكريني، أستاذ التعليم العالي بجامعة القاضي عياض بمراكش، بالمناسبة، أن المغرب جعل من التعاون جنوب -جنوب خيارا استراتيجيا، واختار في السنوات الأخيرة تعزيز علاقاته الاقتصادية والتجارية مع البلدان الإفريقية عبر إبرام العديد من اتفاقيات الشراكة والتعاون معها في مجموعة من الميادين، من بينها الاتصالات والبنوك والتأمين والعقار والنقل الجوي والصحة والتجارة والصناعة.
وأضاف أن هذه الشراكات تعززت أكثر بعد عودة المغرب الى الاتحاد الإفريقي والزيارات العديدة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لعدد من البلدان الإفريقية التي أثمرت نتائج مهمة على جميع الأصعدة، وأعطت دفعة قوية للعلاقات الثنائية بين المغرب وهذه الدول.
وأبرز الأستاذ لكريني أن عودة المغرب إلى أسرته الإفريقية ساهمت كذلك في ترسيخ نموذج فعال للتعاون جنوب - جنوب وتعزيز التماسك والتضامن الإفريقي، ودعم أمن واستقرار القارة، مسجلا أيضا أن هذه العودة ستمكن من تعزيز التنمية بالقارة الإفريقية والانكباب على التحديات والقضايا الحقيقة للقارة.
من جهته، أشاد الأستاذ الباحث التشادي موسى آدم، بالتقدم الهام الذي أحرزه المغرب على المستوى الاقتصادي تحت القيادة النيرة لجلالة الملك، الذي تؤكده مختلف التقارير والمؤسسات الدولية، منوها، في السياق ذاته، بالانخراط الموصول للمملكة في تعزيز وتقوية التعاون مع بلدان القارة الإفريقية.
كما دعا البلدان الإفريقية إلى استلهام النموذج الاقتصادي المغربي الناجح واستثمار عنصرها البشري بالشكل الأمثل، لاسيما فئة الشباب، من خلاله تكوينها وتقوية قدراتها وتأهيلها للاضطلاع بدور هام في تجاوز الإكراهات الموجودة والإسهام في تنمية القارة والنهوض بها.
أما مديرة البرامج بمنظمة "إيناكتوس موروكو"، ثورية بلفقيه، فأكدت، من جانبها، أن المغرب تمكن من تطوير نموذجه الاقتصادي وتحسين مؤشراته الاقتصادية بفضل العمل الجاد والمتميز الذي قام به جميع الفاعلين والمتدخلين، داعية الشباب إلى الثقة في قدراتهم ومؤهلاتهم وأخذ زمام المبادرة للمساهمة في التنمية الاقتصادية لبلادهم.
ويهدف المنتدى المغربي لريادة الأعمال إلى تقوية قدرات الشباب ومساعدتهم على اكتساب مهارات جديدة وآليات القيادة وصياغة المشاريع الخاصة، وخلق المقاولات وتنمية الجوانب الاجتماعية والتضامنية، عبر دعم وتشجيع المبادرة الفردية الفعالة.
وتتميز دورة سنة 2019 بحضور مسؤولين دبلوماسيين وفاعلين اقتصاديين ومستثمرين، وكذا خبراء وأكاديميين مختصين من المغرب والدول الافريقية الصديقة، من أجل تبادل التجارب والخبرات في مجالات المقاولة والابتكار والتنمية، وفتح آفاق للتعاون والتبادل والاطلاع على آخر مستجدات عالم الأعمال والاقتصاد.
وتتواصل فعاليات المنتدى بتنظيم ورشات وموائد مستديرة تناقش مواضيع تتعلق ب "الثورة الرقمية"، و"السياحة البيئية وإحداث المقاولات"، و "الابتكار"، و "التكنولوجيا"، و"المقاول الذاتي".
وستنظم ضمن فعاليات المنتدى مسابقة لفائدة المشاركين الشباب من كل جهات المملكة في مجال المقاولة، لاختيار أحسن ثلاث أفكار مشروع مقاولاتي.