في وقت يستعد فيه الجزائريون للخروج في مسيرات احتجاجية جديدة، الجمعة، أعلن قيادي في حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في البلاد أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أصبح "من التاريخ". وقال حسين خلدون لقناة "النهار" الجزائرية في وقت متأخر، أمس الخميس، إن بوتفليقة أصبح تاريخا الآن. وأضاف "يتعين على الحزب أن ينظر للمستقبل وأن يقف في صف المحتجين".
ويملك الحزب الأغلبية في جميع المجالس المنتخبة بما في ذلك البرلمان والمجالس البلدية.
ودعا نشطاء جزائريون إلى تظاهرات جديدة، عشية اليوم الجمعة، رفضا للقرارات التي أعلنها بوتفليقة، لتهدئة الأوضاع في البلاد.
وكان الرئيس الجزائري قرر عدم الترشح لولاية خامسة، وتأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في أبريل المقبل، فيما عين نور الدين بدوي رئيسا للوزراء، بعد استقالة أحمد أويحيى.
وتعتبر المعارضة أن تأجيل الانتخابات إلى أجل غير محدد يعد تمديدا لولاية بوتفليقة بحكم الأمر الواقع.
وفي أول تصريح له، قال بدوي إنه سيشكل حكومة تكنوقراط من الخبراء، ستشمل الشبان والشابات الذين يخرجون في مظاهرات حاشدة للضغط من أجل تحولات سياسية سريعة، كما حث المعارضة على الحوار.
وتشهد الجزائر، منذ أسابيع، مظاهرات حاشدة ينظمها محتجون ضد الفساد والبطالة وطبقة حاكمة يهيمن عليها الجنرالات ومن يدور في فلكهم ..
وحركت الاحتجاجات المشهد السياسي الراكد منذ فترة طويلة، والذي اتسم بصعوبات اجتماعية واقتصادية على مدى عقود.
صحيفة “لوموند” الفرنسية: الجزائريون أرادوا انتخابات بدون بوتفليقة فانتهى بهم الأمر مع بوتفليقة بدون انتخابات! سلطت صحيفة “لوموند” الفرنسية الضوء على ردود فعل الجزائريين بعد قرار بوتفليقة العدول عن الترشح لولاية خامسة مع تأجيل الانتخابات لأجل غير مسمى، ما اعتبره الثوار “خيبة أمل” لاستمرار بوتفليقة في مكانه.
وجاء في مقال للمحررة بالصحيفة زهراء شناوي أن "آلاف التلاميذ الذين خرجوا الثلاثاء الماضي في مظاهرة كان الهدف منها الاحتجاج على تعجيل وزارة التعليم للإجازة الجامعية وإطالة مدتها، حولوا مطالبهم إلى انتقاد ما جاء في رسالة بوتفليقة التي أعلن فيها سحب ترشحه وتأجيل انتخابات 18 أبريل إلى أجل غير مسمى".
وتلخص موقف الطلاب في قول الطالب سفيان (20 عاما) "طالبنا برحيل بوتفليقة.. طالبنا برحيل النظام، أردنا انتخابات من دون بوتفليقة فانتهى بنا الأمر مع بوتفليقة من دون انتخابات".
*متزيدش دقيقة يا بوتفليقة وتصف الكاتبة المشاركين في الاحتجاج قائلة إنهم شباب تغمرهم السعادة يحتشدون ما بين ميدان أودين وغراند بوست ويغنون “متزيدش دقيقة يا بوتفليقة” أي لا نقبل أن تستمر في الحكم ولو لدقيقة، فضلا عن شعارات أخرى تتهم النظام بنهب أموال الشعب وأخرى تشدد على أن مستقبل البلد في يد الشعب وأن الاحتجاجات “سلمية لكنها مش رومانسية".
وفي الوقت الذي كانت حوامات الشرطة تحلق فوق وسط المدينة كان التلاميذ والطلاب يعبرون عن تشبثهم بمطالبهم ويؤكدون استمرارهم في الاحتجاج حتى تحقيق مرادهم، فإعلان بوتفليقة "مجرد ذر للرماد في العيون إذ لا يحق لهم أن يلغوا الانتخابات" وفقا للطالب عزيز.
وتنقل الكاتبة عن الثلاثيني جمال قوله معلقا على احتجاجات الشباب “لقد أسأنا تقديرهم” وذلك في الوقت الذي كان أحد الشباب يحمل لافتة كتب عليها “ستواجهون جيلا يعرفكم جيدا ولا تعرفونه على الإطلاق”.
وتختم تقريرها بالقول إن كلمة السر على الشبكات الاجتماعية لم تعد “لا للعهدة الخامسة” بل أصبحت “لا لتمديد العهدة الرابعة”.