إهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بالأزمة داخل المجلس الشعبي الوطني، حيث كتبت صحيفة "ليبيرتي" أن أولئك الذين كانوا يراهنون على استسلام رئيس المجلس، سعيد بوحجة، في صراعه مع الفرق البرلمانية للأغلبية، وخاصة بعد الخرجة الإعلامية القوية للأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي والوزير الأول، أحمد أويحيى، ذهبت مجهوداتهم سدى. وسجلت الصحيفة أن بوحجة البالغ من العمر 80 سنة يواصل الصمود في وجه الحملة الشرسة التي تخوضها ضده أحزاب التحالف الرئاسي، مبرزة أن الذين يقفون وراء الحملة لم يتمكنوا من النيل منه بعد أن تهجموا عليه طيلة أسبوع مستعملين مختلف الذرائع، وقرروا في نهاية المطاف إخراج أسلحة أخرى، في محاولة لتركيع ذلك الشخص الذي أصبح، دون إرادته، بين عشية وضحاها رمزا لمقاومة النظام، الذي لطالما قدم له خدماته.
وسجلت الصحيفة أن بوحجة، الذي خبر دواليب السياسة، وهو أحد أقدم أطر جبهة التحرير الوطني، يبدو متأكدا من المساندة التي يحظى بها، ليواصل الوقوف في وجه العاصفة، مبرزة أن أي شخص كيف ما كان وضعه ومكانته، لا يمكن أن يصمد أمام حصار من هذا القبيل إذا لم يكن مستفيدا من دعم قوي حتى من داخل النظام القائم نفسه.
واعتبر صاحب الافتتاحية أنه سيكون من الصعب التنبؤ بما سيؤول إليه هذا الصراع الذي يسمم الحياة السياسية بالبلاد، غير أنه بين لحظة وأخرى ستؤول الأمور لصالح كفة هذا الطرف أو ذاك.
وتحت عنوان "من سيخلف بوحجة"، كتبت صحيفة "ليكسبريسيون" أن مصادر متطابقة تتحدث عن اتفاق على الاستقالة سيتم التوصل إليه بين الفينة والأخرى، مشيرة إلى أنه سواء تم استقباله من قبل الرئاسة أم لا، وفقا لبعض المواقع الالكترونية الإخبارية، المقربة من الدائرة الأولى لرئيس المجلس، فإن "جميع الإشارات الواردة من عدة دوائر تؤكد أن الرجل انتهى من الناحية السياسية".
وأضافت أن النواب الأكثر تأثيرا المنتمين للتجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني شرعوا في الضغط لصالح مرشحيهم، مسجلة أن المشاورات تمضي قدما، حيث يتم الحديث عن بعض الأسماء. وأوضحت أن أزيد من عشرة أشخاص أبدوا رغبتهم في تعويض بوحجة وأن غالبية هؤلاء المرشحين ينتمون لجبهة التحرير الوطني.
من جانبها، كشفت صحيفة "كل شيء عن الجزائر" الالكترونية أنه إذا كان منصب رئيس المجلس الشعبي الوطني منصب مرموق فإنه غير مريح بشكل كامل، وقليلون أولئك الذين يمكن لهم الادعاء بأنهم مكثوا طويلا على رأس هذه المؤسسة.
وأضافت أنه بالرغم من ذلك، فإن المرشحين لشغل منصب رئيس المجلس، هم كثر، ملاحظة أنه بمجرد تنصيبهم يشرعون في بذل كل ما في وسعهم للبقاء في هذا المنصب لأطول فترة ممكنة.