احتفى دبلوماسيون ومسؤولون في رابطة دول جنوب شرق آسيا،التي تضم 10 بلدان (آىسيان)، ووزراء خارجية سابقون ومثقفون وأعضاء مجموعات تفكير مؤثرة، أمس الثلاثاء، ببانكوك بعلاقات الصداقة والتعاون بين المغرب ورابطة الآسيان وآفاقها في إطار ترشيح المملكة للحصول على وضع شريك الحوار القطاعي لدى الرابطة. وشكل هذا الاحتفاء أيضا مناسبة لتكريم والإشادة بشخصية رئيسية لعبت دورا هاما داخل هذا التجمع الاقليمي ،ويتعلق الأمر بوزير الشؤون الخارجية التايلاندي السابق، والأمين العام السابق لرابطة الآسيان، الراحل الدكتور سوران بيتسوان ،صديق المغرب الكبير الذي عمل من أجل تقريب المملكة مع تايلاند ورابطة الآسيان.
وشهد هذا اللقاء، الذي نظم من قبل سفارة المغرب بتايلاند بشراكة مع معهد الأمن والدراسات الدولية التابع لجامعة شولالونغكوم ببانكوك، حضور العديد من المسؤولين في رابطة الآسيان ووزراء خارجية سابقين جاؤوا للادلاء بشهاداتهم في حق هذا الدبلوماسي التايلاندي الذي توفي في نونبر عام 2017.
وألقيت عدة شهادات في ذكرى رحيل الدكتور سوران الذي كان يحظى بتقدير كبير في المنطقة لأعماله الخالدة ودوره المحرك والحاسم خلال توليه منصب الأمين العام لرابطة الآسيان، ولكاريزميته في المحافل الدولية ،وإيمانه بالاندماج الاقتصادي لمنطقة جنوب شرق آسيا ، والتعاون جنوب-جنوب، بالاضافة الى مبادراته من أجل التعاون مع المغرب.
وفي كلمة بالمناسبة، أشاد سفير المملكة ببانكوك عبدالالاه الحسني بالمؤهلات المهنية والسياسية والإنسانية وبكاريزما الراحل الدكتور سوران،مذكرا بمبادراته العديدة من أجل إقامة علاقات الصداقة والتعاون بين تايلاند والمغرب، ودعمه لحصول المغرب على وضع شريك متميز لدى رابطة الآسيان.
واضاف ان الدكتور سوران زار المغرب عدة مرات ودعم العديد من المبادرات لاقامة وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين ،مذكرا بزيارته للمملكة رفقة ملك تيلاند ماها فاجيرالونغكوم حين كان أنذاك وليا للعهد، في شتنبر 1994.
وأكد ان الراحل كان مقتنعا بدور التعاون جنوب-جنوب ومن المدافعين عن انضمام المغرب لمعاهدة الصداقة والتعاون ،وللترشيح الحالي لحصول المملكة على وضع شريك الحوار القطاعي لدى رابطة الآسيان.
وأكد السفير ان الراحل الدكتور سوران كان مقتنعا بأن المغرب باعتباره بلدا اسلاميا ،عربيا و افريقيا ،ونموذجا للإعتدال والوسطية والاستقرار ،ويحظى بوضع متقدم مع الاتحاد الاوروبي ويرتبط باتفاقيات للتبادل الحر مع الولاياتالمتحدة،بالاضافة الى مختلف المؤهلات التي يتوفر عليها ،سيقدم قيمة مضافة لمنطقة جنوب شرق آسيا في إطار روح تعاون بناء وتضامني متبادل ،طبقا لإرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
من جهته، دعا أولنكيو كيتيكهون الوزير الملحق لدى مكتب الوزير الأول بلاوس ،وموظف سامي سابقا لبلاده لدى رابطة الآسيان، الى إقامة مثل هذه الشراكة المدعمة التي كان يدافع عنها الراحل سوران.
وأوضح ان المغرب يعتبر بلدا رائدا على المستوى الافريقي ،قوي بموقعه الاستراتيجي في ملتقى قارتين ،وبتجربته المشهود له بها في مجال التعاون جنوب-جنوب ،مؤكد ان بلاده دعمت انضمام المملكة لمعاهدة التعاون لدى رابطة الآسيان ،وتدعم حاليا ترشيحه لشغل وضع شريك للحوار القطاعي .
وبدوره، أكد تهيتنان بونسغسودهيراك ،مدير معهد الأمن والدراسات الدولية ، الإهتمام المتبادل بشأن الشراكة بين رابطة الآسيان والمغرب الذي يتوفر على مؤهلات جيو-استراتيجية قوية،وتجربة في مجال التعاون جنوب-جنوب وكفاءات متميزة في العديد من الميادين.
وشدد على أهمية التعاون بين المغرب وتايلاند ،الذي وضع أسسه الراحل الدكتور سوران،داعيا الى تعزيز هذا التعاون الثنائي وخاصة في مجالات الاستثمارات الخاصة والسياحة والتدفق التجاري ، ومضاعفة جهود التحسيس لدى المستثمرين والفاعلين الخواص في البلدين.
وأضاف ان المغرب يتوفر على تجربة رائدة في مجال النهوض بالاسلام المعتدل، ومحاربة التطرف والأصولية ،مؤكدا ان تطوير العلاقات مع هذا البلد يعد أمرا هام بالنسبة لبدان رابطة الآسيان التي تتوفر على طائفة إسلامية كبيرة وخاصة باندونيسيا .
وخلال هذا اللقاء،الذي نظم تحت شعار " الشراكة بين المغرب والآسيان.. رؤية نحو المستقبل"، سلم السيد الحسني لوحتان تمثلان صورتين للراحل سوران لعائلته ولوزارة الشؤون الخارجية التايلاندية.
حضر هذا اللقاء ، عدد من المسؤولين السابقين والحاليين برابطة الآسيان ووزراء وسفراء البلدان العضوة في الآسيان المعتمدين لدى تايلاند وعدة شخصيات من عالم السياسة والثقافة.
وتأتي هذه التظاهرة، المنظمة بتعاون مع وزارات خارجية كل من تايلاند وكمبوديا ولاوس،في أفق رئاسة تايلاند لرابطة الآسيان عام 2019 ، وهي فترة ستكون حاسمة لقبول ترشيح المغرب للحصول على وضع شريك الحوار القطاعي لدى هذا التجمع الاقليمي الكبير.