اختارت المملكة التايلاندية أول أمس الخميس بالعاصمة الرباط أن تحتفي بمرور ثلاثة عقود على إقامة علاقات دبلوماسية بين بانكوك والرباط التي كانت أولى بذورها في الرابع من أكتوبر 1985. غير ان هذا الاحتفال بالرغم من قيمته الديبلوماسية التي تطمح المملكة التايلاندية الرفع من أسهمه لدى الفاعلين الاقتصاديين في التايلاند وأيضا لدى المواطنين التايلانديين لوحظ غياب وزارة الشؤون الخارجية والتعاون عن منصة الاحتفال. لقد اختارت الخارجية المغربية، في تقييم لها لثقل العلاقات الثنائية أن يمثلها مدير مديرية الشؤون لشؤون الاسيوية وأوسيانيا، محمد ماليكي الذي ظل مرتكنا مكانه بين الحضور وانسحب من المنصة حين بدأ زميله في الحرفة مولاي مهدي العلوي، قيدوم الديبلوماسيين المغاربة عندما انطلق الحديث عن اسباب بناء العلاقات الثنائية بين الرباط وبانكوك. يحضر الى جانب سفير تايلاند بالمغرب، سوفورن فولماني، أحد قيدومي الديبلوماسية المغربية، مولاي مهدي العلوي الذي خبر العمل الديبلوماسي في رداهات الاممالمتحدة الذي كان شاهدا بل محركا أساسيا لبناء علاقات ديبلوماسية مستمرة ومتواصلة منذ الرابع من أكتوبر 1985، وتمكن على عهد الراحل الملك الحسن الثاني أن يضمن للرباط صديقا ديبلوماسيا للمغرب سوف يجسد حضوره في المغرب سنة 1994. ذات الحضور اتبعه المغرب في المملكة التايلاندية من خلال سفارة للمغرب في العاصمة بانكوك، غير أن الحضور الديبلوماسي المغربي في هذا البلد منذ حوالي سنتين عرف تراجعا سواء من حيث التعامل مع المواطنين المغاربة على قلتهم أو حيث اسلوب العمل المتبع والطريقة التي يسوق بها السفير الحالي للمغرب في المملكة التايلاندية المغرب والدليل على ذلك حديثه الصحفي لإحدى المجلات التايلاندية الانغلوفونية "بيغ تشيلي"، الذي شبه الاصلاحات التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس في المغرب بلقاح الانفلوازا السنوي للحد من الانتفاضات الاجتماعية. وبالرغم من هذا، الغياب للديبلوماسية المغربية على أعلى مستواها، كما رغبت في ذلك السفارة التايلاندية، حفظ ماء وجه وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار وكاتبه العام ناصر بوريطة حليفهما في الاغلبية الحكومية وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، اللذين حضرا احتفالات بلد يعيش بيننا حاليا 200 من مواطنيه، ويزور 1500 مواطن منهم المغرب، كما يتوجه 5200 مغربي كل سنة إلى تايلاند ويعيش فيه قرابة 300 مغربي، لا يجدون العناية الكافية من سفارة الرباط في بانكوك كما حدث سابقا مع صحفي مغربي متقاعد. وتجاوزا لكل هذا، عبر سفير تايلاند بالمغرب، سوفورن فولماني، خلال حفل استقبال نظم بالمناسبة، في تصريح ل"الاتحاد الاشتراكي" عن رغبة في تعزيز التعاون الاقتصادي بين المغرب والتايلاند ليرقى الى مستوى العلاقات الديبلوماسية الجيدة بين الرباط وبانكوك. ودعا السفير إلى بذل مزيد من الجهود لتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي، مؤكدا أنه ينبغي للمغرب " الاستفادة من التنمية التي تعرفها بلدان آسيان (رابطة بلدان جنوب شرق آسيا) لتوسيع التعاون مع تايلاند". وأبرز في هذا السياق تطور العلاقات بين البلدين والشعبين منذ إقامتها في الرابع من أكتوبر 1985، موضحا أن الرباط وبانكوك يتقاسمان وجهات النظر حول عدد من القضايا الاقليمية والدولية خاصة في ما يتعلق بالمجال الاقتصادي أو التجاري أو قضايا التحولات المناخية في أفق انعقاد القمة العالمية حول المناخ.