بلدة ملعب تستعد لتخليد الذكرى الأولى لرحيل "نبا صاغرو- باند" محمد بوداري تنظم جمعية أصدقاء مبارك اولعربي للتربية والتنمية والبيئة والأبحاث، نشاطا اجتماعيا وثقافيا لإحياء الذكرى السنوية الأولى لوفاة الفقيد مبارك اولعربي، المعروف باسم "نبا صاغرو"، الفنان التشكيلي والعضو المؤسس لفرقة " صاغرو باند". وستكون هذه الذكرى مناسبة أيضا للاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2962. وسيشارك في إحياء هذا الحدث الكبير الذي سيعقد في بلدة "مّلّعب"، مسقط رأس "نبا صاغرو باند"، مجموعة من الفرق الموسيقية و ثلة من شعراء الجنوب الشرقي وكذا أصدقاء ومحبي الفقيد "نبا" ومجموعة "صاغرو باند". وتجدر الإشارة أن الفقيد مبارك اولعربي، المعروف بالاسم الفني " NBA نبا"، توفي يوم الأحد 09 يناير 2011. وظهر اسمه بشكل بارز على إثر تأسيسه لمجموعة "صاغرو باند"، التي اقترن اسمه بها، حيث كان عازفا على آلة القيثارة، وساهم في إبراز الأغنية الأمازيغية الملتزمة العصرية بمنطقة الجنوب الشرقي لترقى إلى مستوى العالمية. وتتميز أغاني المجموعة، التي ، باقترانها بهموم منطقة الجنوب الشرقي التي تجسد، في أبهى صورها، وضعية الإنسان البسيط المقهور المغلوب على أمره بفعل الظلم والاستبداد الذي يعاني منه. كما تتبدى، من خلال أغاني المجموعة، إرادة هذا الإنسان وعزمه الذي لا يقهر من أجل الدفاع عن حقوقه ونضاله ضد الظلم والاستبداد، وهو ما انخرط فيه "نبا" ومعه مجموعة "صاغرو باند" من خلال الكلمة الملتزمة واللحن الهادف سواء في الدفاع عن القضية الأمازيغية أو عن القضايا الإنسانية بشكل عام، حيث تنوعت أغاني "صاغرو باند" وحاولت ملامسة مواضيع مختلفة إذ غنوا للحرية، والبطالة، والحب، وهموم الشعب دون أن ينسوا قضيتهم الأولى ألا وهي الأمازيغية، التي رضعوا من ثدييها معنى الحرية والكرامة. ولد مبارك اولعربي سنة 1982 بقرية "أمّلّعب" بإيمتغرن إقليمالراشيدية، أو إغرم نالسوق سابقا، ودرس بنفس البلدة تم بمدينة الراشيدية وانتقل بعدها إلى جامعة مكناس حيث حصل على الاجازة في العلوم السياسة سنة 2003 وبعدها إجازة ثانية في الدراسات الفرنسية سنة 2006. ويعتبر نبا فنانا متعدد المواهب، حيث أنه يعزف على القيثارة والساكسوفون والعود والناي، كما أنه فنان تشكيلي يتقن فن "البورتريه" ورسم الطبيعة، بالإضافة لقرضه الشعر بكل من الأمازيغية والفرنسية والإنجليزية. يقول المثل بالجنوب لوصف شموخ وصلابة الإنسان بالمنطقة : "حلف دادّا عْطّا أ ديكْ المْعْطى ما تّْنّْعْطا وخّا إوْلّي جبل صاغْرو وْطا"، ولعل هذه القولة كانت حاضرة في خُلد مبارك أولعربي عندما فكر في تسمية مجموعته باسم "صاغرو باند"، تيمّنا باسم جبل الشموخ والمقاومة جبل صاغرو الذي يعتبر آخر معاقل المقاومة بالمغرب. أصدر سنة 2006 ألبومه الأول الموسوم ب "موحى" وتضمن 6 أغاني، وشارك في عدة مهرجانات محلية ووطنية سنة 2008، ثم أصدر ألبومه الثاني -تيليللي- (الحرية) وهو الألبوم الذي أوصله إلى العالمية حيت شارك في عدة مهرجانات دولية، وفي سنة 2009 أصدر ألبومه الثالث -أوْسي إ تالا- (ساعدني على البكاء) وضم 8 أغاني أبرزها وأشهرها -رسالة إلى أوباما- على منوال رسالة معطوب لونيس للرئيس الجزائري"سيدي الرئيس". بعد ذلك وفي سنة 2010 أصدر ألبومه الرابع -نو بورْدور لايْنْزْ- (بلا حدود)، وتضمن أغاني أمازيغية وإنجليزية من أهمها -نْكْراتاغ سْ تْكْراوْلا- (هيا بنا إلى الثورة)، وحاز في نفس السنة على جائزة أحسن مغني أما زيغي. و في يوليوز 2010 شارك في مهرجان دولي بسويسرا، وبعد رجوعه بأيام دخل إلى المستشفى بشكل مفاجئ تم تدهورت صحته تدريجيا، ليستيقظ عشاقه ومحبوه بشكل مفاجئ على فاجعة موته يوم 9 يناير 2011. دفن "نبا" بمسقط رأسه وهو لم يتجاوز بعد سن 28 من عمره، وترك، بوفاته تلك، أسئلة كثيرة وجدلا واسعا حول أسبابها وحول طبيعتها. وقد ساهم نبا إلى جانب تعريفه بالأغنية والقضية الامازيغيتين، في التعريف ببلدة "امّلّعب" في عمق الجنوب الشرقي، حيث يحج مئات العشاق إلى قبره، وهو ما لم يستطع منتخبوها وممثلوها في البرلمان أن يفعلوه بالرغم من الإمكانيات المتاحة لهم.