أبرزت العامل المنسقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، نديرة الكرماعي، مساء أمس الجمعة ببيروت، محورية دور المرأة في ورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي جعل من النهوض بأوضاع النساء في صدارة أولوياته وأهدافه. وأشارت الكرماعي، في مداخلة لها بعنوان "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمغرب .. نموذج التنمية في خدمة المرأة"، إلى أن النهوض بوضعية المرأة وتمكينها من شروط التنمية الذاتية والرفع من مستواها المعيشي، يوجد في صدارة الأهداف التي سعى إليها هذا الورش المجتمعي.
وأضافت خلال اليوم الثاني من أشغال ندوة حول موضوع "مكتسبات المرأة التشريعية والسياسية: قراءة في التجربة المغربية والخيارات الممكنة للمسار اللبناني"، أن المبادرة الوطنية، التي تعد وسيلة لتغيير واقع النساء، تساهم بشكل خاص في إدماجهن كفاعلات في محيطهن الاقتصادي والاجتماعي الذي يحتل مكانة هامة في الوقت الراهن ويشكل ركيزة أساسية للدفع بعجلة التنمية.
وسجلت أن هذه المبادرة الواعدة ركزت على تنمية دور المرأة ومساعدتها من أجل إخراجها من وضعية الهشاشة والفقر والتبعية، مبرزة عمق فلسفة هذا الورش المتمثل في مساعدة النساء على تنمية شخصيتهن وتعزيز قدراتهن على إثبات ذاتهن في مجالات تنموية متعددة.
وأشارت خلال هذه الندوة، التي نظمها تجمع الباحثات اللبنانيات على مدى يومين، إلى أن المبادرة منذ انطلاقها في 2005 تمكنت من إنجاز 44 ألف مشروع وخلق 8900 مشروع مدر للدخل لفائدة 3ر10 مليون مستفيد 50 في المائة منهم بالوسط القروي.
وأضافت في هذه الندوة، المنظمة بالتعاون مع معهد الأصفري للمجتمع المدني والمواطنة ومركز المرأة التابع للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، أن المبادرة قامت بتعبئة ما يفوق من 44 مليار درهم ساهمت فيها المبادرة الوطنية ب26 مليار درهم أي ما يمثل 40 في المائة.
وقالت إن عدد الجمعيات النسوية التي استفادت من الدعم المالي للمبادرة بلغ 8400 جمعية وتعاونية، أي ما يمثل 60 في المائة من الجمعيات التي تواكب مشاريع المبادرة، ووصلت عدد المستفيدات أزيد من 2ر4 مليون امرأة في مختلف مشاريع المبادرة.
وفيما يخص التكوين، بلغ عدد المستفيدات 86 ألف امرأة من 980 مشروعا تهم التكوين المهني والتعليم والتأهيل المهني (الخياطة والفندقة والمطاعم والخدمات...).
وفي ما يتعلق بالرعاية الصحية، أشارت إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ساهمت في خفض معدل وفيات الأمهات والرضع من خلال بناء 240 دار الأمومة والولادة، بالإضافة إلى اقتناء 11 ألف سيارة إسعاف ووحدة طبية متنقلة.
وفي هذا الإطار، دعت السيدة الكرماعي إلى تكثيف التعاون والتنسيق من أجل العمل على مكافحة الهشاشة والفقر والتفاوتات الاجتماعية للارتقاء بمكانة المرأة، مذكرة في هذا الإطار بالتعاون القائم بين المملكة وعدد من البلدان الإفريقية التي تتطلع إلى الاستفادة من هذه التجربة الناجحة.
وأشارت إلى الاتفاقية الإطار التي تم توقيعها في دجنبر 2014 بليبروفيل، بين المغرب والغابون والتي ركزت على التكوين وتبادل الخبرات في مجال الحكامة والشراكة والتتبع ودينامية الجمعيات وتأهيل المرأة والشباب من خلال الأنشطة المدرة للدخل، فضلا عن إنشاء لجنة تروم وضع خارطة طريق مشتركة لتبادل الخبرات وتطوير التكوين والكفاءات، مضيفة أن هذه اللجنة تتألف من 10 بلدان إفريقية.
وتضمن برنامج هذه الندوة مجموعة من الجلسات تمحورت حول عدد من المواضيع منها "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمغرب .. نموذج التنمية في خدمة المرأة"، و"التمكين الاقتصادي للمرأة عبر بوابة التمويلات الصغرى"، و"الجنسية في مأزق النظام الطائفي".