استأنفت مجموعة العمل المكلفة بولوج العراق إلى منظمة التجارة العالمية، أمس الخميس، بجنيف، المفاوضات تحت رئاسة عمر هلال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة. وأوضح عمر هلال في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أن المغرب، وبصفته رئيسا لهذه المجموعة، ملتزم بتقديم الدعم الضروري للعراق، البلد الشقيق الذي خرج للتو من حرب دامت سنوات طويلة، من أجل إعطاء وتيرة لمسلسل الانضمام لمنظمة التجارة العالمية.
وفي سؤال حول المراحل القادمة من هذا المسلسل، ذكر هلال بأن الحكومة العراقية قررت استئناف المفاوضات بعد توقف دام حوالي عشر سنوات.
وقال "ننتظر من المحادثات الجارية الخروج بخارطة طريق من أجل استئناف المفاوضات وبرمجة دورات في المستقبل القريب" من المحتمل غداة الانتخابات التشريعية في ماي المقبل.
وأعرب عن أمله في رؤية الدول الأعضاء يقدمون دعما قويا لقرار العراق في استئناف المفاوضات والعمل على تسهيل المحادثات حول مختلف الجوانب التقنية المتعلقة بانضمام هذا البلد العربي.
وأبرز السفير، في هذا الصدد، الجهود المبذولة من قبل رئاسة مجموعة العمل الهادفة إلى تعبئة الأطراف المعنية والقوى التجارية الدولية الكبرى بهدف تسهيل المسلسل الجاري للانضمام. وتمهيدا لاجتماعات فريق العمل، أكد السيد هلال أنه أجرى محادثات ثنائية مع عدد من الوفود داخل منظمة التجارة العالمية، من بينهم الولاياتالمتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، والهند، والعربية السعودية كمنسق للمجموعة العربية.
وأضاف أنه " تم عقد جلسة عمل أيضا مع الوفد العراقي الذي يضم حوالي عشرة أعضاء، حتى تمر المفاوضات في مناخ إيجابي، ومسؤول ومنخرطة من أجل المستقبل ".
وبخصوص اختيار المغرب على رأس مجموعة العمل، أوضح الدبلوماسي المغربي أن العراق هي التي طلبت تعيينه في 2009 لتولي هذه المسؤولية، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بمؤشر ثقة بفضل العلاقات الثنائية المتميزة على مختلف المجالات".
وأبرز في هذا الصدد أن بغداد أيدت دائما الوحدة الترابية للمملكة، في حين أن الرباط ما فتئت تؤكد تضامنها مع هذا البلد الشقيق ودعم وحدته الوطنية والترابية وسيادة العراق.
وأبرز هلال أن المملكة، كفاعل رئيسي داخل منظمة التجارة العالمية يتوفر على خبرة لا يمكن إنكارها في هذا المجال ويضطلع بدور رائد داخل هذه المؤسسة، حيث تولى في عدد من المناسبات مهمة منسق المجموعة الإفريقية والعربية.
وبعدما شدد على ضرورة مواكبة العراق لانضمامها لمنظمة التجارة العالمية، أعرب السيد هلال عن استعداد المغرب تقديم الدعم التقني الضروري لهذا البلد، علما بأن هذا الأخير عانت إدارته من عدد من الاضطرابات في السنوات الأخيرة.
وقال في هذا الصدد إن "العراقيين في حاجة إلى التكوين وتقاسم الخبرة والاستعداد للمفاوضات، وهي مجالات يتوفر فيها المغرب على رأس مال مهم من الخبرة، بالنظر لكونه شكل دائما أرضية للمفاوضين الأفارقة، والعرب والفرونكفونيين ".