شعب بريس - متابعة أكد باحثان جامعيان من المغرب والجزائر، أن فتح الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر يعد خطوة أساسية نحو إيجاد تسوية مثلى لقضية الصحراء، وذلك في إطار استحضار المصير المشترك واستشراف المستقبل القائم على أساس الوحدة والتآزر والمنفعة المشتركة.
وأوضح كل من محمد تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس، وزيدان خوليف، الباحث الجزائري في العلاقات الدولية بجامعة باريس، واللذان حلا ضيفين على برنامج "باريس مباشر" الذي بثته قناة (فرانس 24)، أمس الجمعة، أن قضية الصحراء التي أثرت بكيفية سلبية لأزيد من ثلاثة عقود على مسلسل الاندماج المغاربي، لا ينبغي أن تحول دون إيجاد حل عاجل لمشكل الحدود القائم بين المغرب والجزائر، لاسيما في ظل الواقع الإقليمي الجديد الذي أوجدته شعوب المنطقة التواقة إلى الاندماج والوحدة.
وفي هذا السياق، قال محمد تاج الدين الحسيني، إن شعوب المنطقة "أضحت في سياق الربيع العربي أكثر تطلعا إلى الاندماج الكفيل بتحقيق النمو الاقتصادي المنشود، على غرار أبرز التكتلات الإقليمية التي تمكنت من الانصهار في بوثقة واحدة.
بالرغم من نقاط الاختلاف الكثيرة"، مشيرا إلى أن المغرب والجزائر نموذج لبلدين جارين قادرين على "تحقيق طفرة اقتصادية غير مسبوقة في حال توحيد الرؤى وتظافر الجهود على أساس أرضية مشتركة تتجاوز كل الخلافات العقيمة".
وأكد الحسيني أنه أضحى لزاما على المغرب والجزائر المضي قدما في مسلسل التطبيع الكامل لعلاقاتهما الثنائية بمعزل عن كافة المواضيع الخلافية، مذكرا بأن "اتحاد المغرب العربي خرج إلى حيز الوجود سنة 1989 ثم فتحت الحدود بين البلدين الشقيقين سنة 1994، في الوقت الذي كان فيه مشكل الصحراء قائما.".
وفي سياق متصل، قال الجامعي المغربي، إن "سنة 1992 عرفت التوقيع على اتفاقية يتم بموجبها إحداث منطقة للتبادل الحر، يليها إنشاء اتحاد جمركي سنة 1995 ثم سوق مشتركة سنة 2000، غير أننا لم نتمكن من تحقيق هذه الأهداف" بسبب استحضار نقط الخلاف عوض البحث عن مساحات للتلاقي والتفاهم.
وأشار من جهة أخرى، إلى أن التحديات التي تنتظر المنطقة المغاربية، لاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية العارمة التي خيمت بظلالها على دول أوروبا وأمريكا، تفرض على بلدان المنطقة الخمس مراجعة مستوى الشراكة والتعاون الاقتصادي القائم بينها، موضحا أن "تحقيق هذه الغاية لن يتأتى إلا عبر إيجاد اتحاد فيدرالي قوي - وليس مجرد منظمة اندماجية - يظطلع فيه المغرب والجزائر بدور محوري".
من جانبه، أكد زيدان خوليف، أن مشكل الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر لا صلة له بقضية الصحراء، التي لا ينبغي أن تشكل حجرة عثرة تعرقل تطبيع العلاقات بين البلدين الجارين، مشيرا إلى أن "فتح الحدود المشتركة بين البلدين يشكل خطوة أساسية من شأنها إذابة الجليد الذي يجمد مسلسل تسوية قضية الصحراء".
وأوضح خوليف أن المصير المشترك الذي يوحد البلدين، على ضوء التحديات الكثيرة التي يفرضها الواقع الإقليمي الذي أوجدته الثورات العربية، ينبغي أن يحفز اندماجا تدريجيا بين البلدين الشقيقين اللذان يشكلان النواة الصلبة لاتحاد المغرب العربي، مضيفا أن "توفر عنصر الثقة ضروري لتجاوز السراب الذي لا يسود إلا بين الأعداء وليس بين الأشقاء".
وخلص خوليف إلى أن شعوب المنطقة أضحت تطالب بالوحدة أكثر من أي وقت مضى، وعيا منها بأن التكتل والاندماج يشكلان السبيل الوحيد نحو تحقيق الرقي والازدهار المنشود.