يأمل محماد العفيري في أن تكون انتخابات 25 نونبر قنطرته نحو ولوج قبة البرلمان، فمحمد وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، يتسلح بإرادته وإيمانه بقدرته على المساهمة في تدبير الشأن الوطني, ليدافع عن حقه في الفعل السياسي.
ويبدو أن تجربته الكبيرة في مجال العمل الجمعوي، الذي بدأه منذ سنة 1996, والتي جعلته يلامس عن قرب احتياجات المواطنين الحقيقية خاصة ساكنة سيدي معروف الذين خبرهم ولامس همومهم من خلال اشتغاله في جمعية "النور"، كانت حافزه في هذا الاختيار, حتى إن إعاقته لم تكن لتشكل حاجزا أمامه لمقارعة صناديق الاقتراع.
فحب أهل هذا الحي له، وتقديرهم للمبادرات التي يقوم بها من أجلهم، دفعهم إلى تشجيعه على الترشح من جديد بعد تجربة له سابقة في انتخابات 2007 كان قد حصل فيها على ألف صوت.
ويرى العفيري، الذي فقد بصره منذ الولادة ويعمل مدرسا للتربية الإسلامية بالمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين، في الاستحقاقات المقبلة نافذة لبعث الأمل لدى كل المغاربة دون استثناء وحثهم على المساهمة في اتخاذ القرار، وفرصة بالنسبة إليه ليحمل مشعل المشاركة السياسية لمن هم في وضعية مماثلة.
فهذا الرجل، الذي يبلغ حوالي خمسين سنة، والمهووس برياضة السباحة، اختير ليكون في مقدمة لائحة حزب التجديد والإنصاف في دائرة عين الشق، ليواجه منافسة قوية من مرشحين آخرين بوعودهم الانتخابية الطنانة وبرامجهم الفضفاضة، هو الذي اختار أن ترتكز حملته على المصداقية والشعبية التي يتمتع بها بين أبناء حيه والتي صنعها بعمله الدؤوب ووقوفه المستمر إلى جانبهم في المشاكل الني يواجهونها بهذا الحي الذي يعاني من فوارق اجتماعية صارخة.
وطيلة حديثه، لم يتوان العفيري عن أن يردد أنه يستمد قدرته على مواجهة التحديات من نضاله اليومي، ملحا على رغبته في أن ينقل خبرته التي اكتسبها إلى داخل البرلمان مستفيدا في ذلك من عمله الجمعوي.
ويعتبر هذا المرشح أن "الحياة ليست سهلة بالنسبة للمكفوفين الذين لا تنقصهم أبدا الكفاءات والمؤهلات"، معربا عن رفضه في أنه يستغل وضعيته الخاصة لاستدرار عطف الناخبين واعتبار ذلك الميزة الوحيدة في بناء مسيرته السياسية.