لم يهضم الكثير من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي تفاقم أزمة الماء، بينما كان الاعتقاد سائدا أن هذه الأزمة تجاوزتها الجزائر بفضل السدود ومشاريع تحلية مياه البحر. وإلى وقت قصير كان الكثير من المسؤولين في الجزائر يتباهون بسياسة توفير مصادر الماء، إلا أن الصيف الماضي كان امتحانا عسيرا لتلك السياسة التي سقطت شعاراتها لمجرد تراجع غيث العام الفارط.
وتساءل بعض الناشطين "إلى أين يا جزائر؟"، في إشارة إلى تفاقم أزمة الماء وغيرها كالانقطاع المتكرر للكهرباء، ونحن على مشارف سنة 2018.
أزمة وأجمعت التعاليق على أن أزمة الماء الشروب في الجزائر حقيقية وواقع جديد يتعامل معه المواطن في الجزائر، وكتبت صفحات في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن أسباب هذه الأزمة.
لكن هني مراد، غرّد قائلا "الجزائر كاملة ماعندهاش الماء ماشي غير انتوما"، بمعنى أن الأزمة عامة ولا تقتصر على جهة دون غيرها، وذلك ردا على ما نشرته إحدى الصحف، حول أزمة الماء في العاصمة الجزائرية.
غير أن أزمة الماء الشروب في الجزائر لا تقتصر على قلة مصادره حسب بعض الناشطين، بل بسبب التبذير أيضا، ومن ذلك ما نشره مدون على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لمقطع من فيديو لعيّنة من التبذير الحقيقي لمياه الشرب في الشوارع الجزائرية.
وفي مدينة عنابة، وهي واحدة من أكبر مدن شرق الجزائر، أعلن الوالي عن مخطط استعجالي للاستثمار على المدى القصير في قطاع الري لتوفير المياه، بعد الاحتجاجات التي طالت الولاية.
احتجاجات، أرقام، ووعود وقد عرف صيف هذا العام أزمة حادة انعكست على التوزيع اليومي للمياه على أحياء المدن والبلديات، وخرج العديد من سكان القرى إلى الشارع، إما للاحتجاج بالطرق السلمية، أو بقطع الطرقات الرئيسية في وجه مستعمليها، كتعبير عن الغضب الذي تملكهم بسبب هذه الأزمة غير المرتقبة، التي امتدت إلى عدة ولايات من مختلف نواحي الجزائر.
فيما اجتهد المسؤولون في إبراز أهم المشاريع الكبرى التي تم إنجازها، ومكنت 73 بالمئة من الجزائريين من التزوّد بالماء يوميا، من بينهم 38 بالمئة يتزودون بالماء الشروب على مدار 24 ساعة، وذلك لامتصاص غضب المواطنين.
رغم الأرقام الضخمة المتداولة، فإن أحد المواطنين وجه رسالة إلى وزير الموارد المائية يذكره فيها بوعوده التي أعلنها، عندما أشار إلى أن المياه لن تنقطع خصوصا أيام العيد، لكن حدث العكس.