حملت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، المسؤولية الكاملة عن كافة الإنتهاكات الفظيعة بمخيمات تندوف لدولة الجزائر وجبهة البوليزاريو، وطالبت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والهيئات المعنية بالاختفاء القسري بفتح تحقيق عاجل حول حالة الخليل أحمد، الملقب "كارلوس"، المختفي منذ بداية سنة 2009 بالجزائر، والذي تلتزم القيادة الانفصالية الصمت حيال مصيره. وعبر المكتب التنفيذي للرابطة، في بلاغ له بمناسبة بمناسبة اليوم العالمي للاختفاء القسري الذي يصادف 30 غشت من كل سنة، عن تضامنه التام واللامشروط مع عائلات المختطفين مجهولي المصير بمخيمات تندوف ودعمه لنضالاتهم من أجل الكشف عن مصير أبنائهم، مؤكدا مطالبته بوضع حد لسياسة الإفلات من العقاب في الجرائم المتعلقة بالاختفاء القسري وحقوق الإنسان بمخيمات العار بالجنوب الغربي للجزائر..
وسلط المكتب التنفيذي للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، بهذه المناسبة التي أقرتها الجمعية العامة للامم المتحدة تحت قرار رقم 65/209 المؤرخ 21 ديسمبر 2010، الضوء على "قضية المفقودين والمختطفين الصحراويين من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية لجبهة البوليساريو بمخيمات تندوف جنوبالجزائر، حيث التجأت جبهة البوليزاريو إلى استخدام الاختفاء القسري أسلوبا استراتيجيا لبث الرعب داخل المجتمع"
وأكدت الرابطة في بلاغها، أن "الشعور بغياب الأمن الذي يتولد عن هذه الممارسة لا يقتصر على أقارب المختفي، بل كذلك يصيب مجموعاتهم السكانية المحلية ومجتمعهم ككل"، كما أن هناك من تم اختطافه وتصفيته بعد التعذيب لأسباب لا تتعلق بالإساءة إلى جبهة البوليساريو وإنما "لأسباب بسيطة تتعلق بنزاعات شخصية كحالة بونا ولد العالم، من قبيلة أولاد دليم .. أو حالة نفعي خطاري سيدي لفضيل الذي قتله الجلاد خندود حمدي، من قبيلة الفقرا الجزائرية، وتزوج امرأته الجميلة الذهبية بنت محمد بابيه".
ووأوضحت الرابطة، في ذات البلاغ، أن تركيزها على الاختفاء القسري بمخيمات تندوف هذه السنة "نابع من أن تاريخ الإختفاء القسري لدى جبهة البوليساريو بدأ منذ نشأتها سنة 1973، حيث تعرض المئات من الصحراويين للخطف والتصفية، إما خلال مشاركتهم في المعارك حيث تتم تصفيتهم ليعلن بعد ذلك أنهم استشهدوا في الحرب مثل سيدي حيدوك، من قبيلة ازرقيين، الذي تمت تصفيته سنة 1976 بالجديرية ..وإما بالإختطاف والزج بهم في السجون السرية".
وذكّرت الرابطة بتعدد المعاقل السرية لدى جبهة البوليساريو في تلك الحقبة، ومن بينها سجون "الرشيد" و"عظيم الريح" و"المقاطعة" و"جبيلات" و"بوكرفة" و"الدخل" وغيرها، والتي مورس فيها أقسى أصناف التعذيب والإهانة وشهدت أبشع أنواع الموت بالتصفية أو تحت التعذيب أو بالإهمال في حق صحراويين عزل على يد القتلة المرتزقة، ومن أشهرهم، تضيف الرابطة، "مبارك خونا عبد السلام، وكريكاو، ومحمد سالم عبد الوهاب سالازار، وبودريع، وعبد الودود لفريري، وسويد أحمد البطل، والمحجوب لينكولن، وبيشة لحول، وعالي سيد المصطفى (أخ إبراهيم غالي الأمين العام للجبهة الانفصالية) وغيرهم كثير ممن يعرفهم الصحراويون خير المعرفة و فيهم كثير من القياديين الحاليين".
وأكدت الرابطة، في بلاغ مكتبها التنفيذي، أن هذه الممارسات البغيضة والقتل الرخيص لم تسثن أي فرد من غير المنتسبين لقبائل الجنوب الموريتانية وقبائل ثكنة، وعلى الخصوص قبائل الشمال كأيت أوسى و يكوت، الذين لقوا النصيب الأكبر من الإختطاف والتصفية عبر الإتهامات الجاهزة بالإنتماء إلى شبكات التجسس لصالح ما يسمونه بهتانا "العدو" ..