يمر رئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة هذه الأيام بمرحلة عصيبة في حياته السياسية، بعد ان قرر نظام العسكر الاستغناء عن خدماته وتهميشه مما تسبب في تدهور حالته الصحية. وأفادت مصادر صحفية مقربة من الدوائر النافذة داخل النظام الجزائري، أن لعمامرة تم نقله على عجل إلى المستشفى العسكري عين النعجة بالجزائر العاصمة، وبعد إجراء فحص طبي تبين انه يعاني من "التهاب روماتيزمي"..
ولم تذكر ذات المصادر سبب هذا الالتهاب، أهو عضوي ام نفسي، إلا ان العارفين بشؤون الوضع بالجزائر يؤكدون أن أسباب تدهور الوضع الصحي للعمامرة ترجع أساسا إلى تهميشه من طرف الدوائر النافذة مقابل تزايد الاهتمام بوزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل..
ويتضح هذا التهميش من خلال منح مهمة تكذيب الاخبار المتحدثة عن وفاة الرئيس بوتفليقة كلينيكيا، للوزير مساهل الذي ظهر يوم 19 مارس إلى جانب الرئيس الجزائري في لقطة متلفزة، تم إخضاعها لتقنية الإخراج السينمائي كما هو معهود، وذلك للإقناع الجزائريين والرأي العام الدولي بان سعادة الرئيس لا يزال يتمتع بصحة جيدة وان كل ما يقال عن تدهور حالته الصحية ما هو إلا "إشاعات وكذب في كذب !".
ويبدو أن رمطان لعمامرة "البولدوغ"، كما يسميه الجزائريون بسبب شراسة وفظاعة خطابه وسلوكاته، لم تشفع له شراسة دفاعه عن بوتفليقة ودائرته ولا تقمصه دور "محامي الشيطان" كما يقول الفرنسيون، ورغم ان نظام العسكر عندما أتى به سنة 2013 ليتولى حقيبة الخارجية، كان يعول عليه في معركته ضد المغرب ومصالحه إلى ان الجزائر منيت بهزائم مدوية ومتكررة على المستوى الدبلوماسي واستطاع المغرب ان يقزّم دور لعمامرة وتفنيد كل أكاذيبه وبالتالي تعرية الاسطوانة المشروخة التي ما لبث يكررها في المحافل الدولية..
ويرى المتتبعون للشأن العام الجزائري ان أفول نجم رمطان لعمامرة هو بداية النهاية للاطروحة الجزائرية القائمة على الكذب وتحريف الوقائع التاريخية فيما يتعلق بالنزاع المفتعل بالصحراء المغربية والتي ساهم نظام العسكر الجزائري في إطالته من خلال دعمه ومساندته بكل ما أوتي من قوة المال والعتاد العسكري لجمهورية الوهم العربي..