في محاولة منها لنفي الأخبار التي انتشرت مؤخرا حول تضعضع صحة الرئيس بوتفليقة، لدرجة أن البعض ذهب إلى القول انه توفي. أكدت مصادر رسمية أن بوتفليقة استأنف نشاطه بصفة عادية، كما أكدت أنه سيلتقي وزير الخارجية الإسباني خلال زيارته إلى الجزائر، إلا أن الأمر يبدو أكثر تعقيدا، فقد أنهى وزير الخارجية الإسباني، ألفونسو داستيس، أمس الخميس، زيارة إلى الجزائر دامت يومين، دون الظفر بلقاء سعادة الرئيس الجزائري. كما تأكد أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي اعتاد استقبال كبار المسؤولين الأجانب الذين يزورون بلاده، لم يستطع ذلك مع وزير الداخلية الفرنسي برونو لورو، الذي حل بالجزائر يوم الثلاثاء الماضي، ليغادر دون التملي في وجه الرئيس.
وذكر الموقع الإلكتروني الإخباري الجزائري "TSA"، نقلا عن مصادره الخاصة، أن ألفونسو داستيس كان يفترض أن يحظى يوم الخميس باستقبال من طرف بوتفليقة، إلا أن الوفد الإسباني، يضيف ذات الموقع، أبلغ بإلغاء اللقاء في اللحظة الأخيرة التي تسبقه دون أن تقدم له توضيحات.
وتأكد بالملموس أن خطابات وتصريحات المسؤولين الجزائريين حول صحة الرئيس بوتفليقة لا تعدو أن تكون مجرد محاولات لطمأنة الرأي العام الجزائري الذي لم يعد يحتمل وضع الركود، الذي تعيشه البلاد بسبب الفراغ الذي تعرفه على أعلى مستوى..
فبعد التصريحات التي صدرت عن رمطان لعمامرة الذي أجهد نفسه، يوم 8 مارس، لصنع كذبة مكشوفة حول تأجيل زيارة الرئيس الإيراني إلى الجزائر وقبله إلغاء زيارة المستشارة الألمانية، جاء دور الوزير الأول عبد المالك سلال الذي قال، عقب اختتام أشغال الدورة 21 للجنة المشتركة الكبرى الجزائريةالتونسية بالعاصمة تونس، إن صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "على أحسن ما يرام"، وزاد: "هو يبلغكم السلام"، في رد على أسئلة الصحفيين الذين طلبوا منه رفع الغموض حول ما ينشر من أخبار حول خطورة الوضعية الصحية للرئيس الجزائري..
إلا أن "الفقاقير"، كما يسمى في الجزائر بسبب جهله باللغة العربية حيث صدرت عنه خلال إحدى المناسبات لفظة "فقاقير" بدل فقراء كجمع لكلمة فقير، (إلا أن سلال) عوض رفع الغموض وقول الحقيقة الواضحة وضوح الشمس حول تدهور صحة الرئيس بوتفليقة، اختار الهروب إلى الأمام وسلوك نهج المناورة كما دأب المسؤولون الجزائريون على ذلك، متناسيا أن الكل بات يعرف أن بوتفليقة لم يعد منذ مدة يقوى على الحركة، وهو ما جعل الدوائر الرسمية تحجم عن إظهاره في وسائل الإعلام وتلغي كل اللقاءات والزيارات التي كانت مبرمجة مع رؤساء بعض الدول ومسؤولين في دول أخرى، كان النظام الجزائري في السابق لا يترك الفرصة تمر دون تسجيل بعض اللقطات من هذه اللقاءات لتمريرها في التلفزيون الرسمي بعد توضيبها وإجراء بعض الروتوشات عليها باستغلال آخر ما توصلت إليه الصناعة السينمائية من خدع وتقنيات فوطوشوف ووو....