تنبعث من الانفجارات الشمسية العديد من الجسيمات المشحونة التي قد تلعب دورا في تعطل الأنظمة الكهربائية والطائرات والأقمار الصناعية على كوكب الأرض. والأسوأ من ذلك، هو الضرر الذي يمكن أن تلحقه الكتل الإكليلية (المشاعل الشمسية) برواد الفضاء على متن المحطة الفضائية الدولية، الذين لا يتمتعون بحماية الغلاف الجوي الأرضي.
ولهذا السبب، يعمل مرصد سميثسونيان الفلكي ومختبر تشارلز ستارك درابر، على تطوير أجهزة استشعار متخصصة للمركبة الفضائية الشمسية المقترحة من قبل ناسا.
وستُطلق المركبة الفضائية في عام 2018 إلى الغلاف الجوي للشمس، وذلك من أجل معرفة المزيد عن الأحداث الحاصلة على سطحها.
ويجري حاليا تصميم هذه المركبة الفضائية المعروفة باسم Solar Probe Plus SPP، من قبل مختبر الفيزياء التطبيقية في جامعة جونز هوبكنز، وبمجرد إطلاقها، ستقوم بالدوران حول كوكب الزهرة ما يقرب من 7 سنوات، لتقترب تدريجيا من الشمس.
وستمر المركبة الفضائية عبر الغلاف الجوي للشمس قاطعة مسافة 6.4 مليون كم باتجاه السطح، وعند هذه المسافة ستكون قد اقتربت 37.6 مليون كم من الشمس، وذلك أكثر من أي مركبة فضائية في التاريخ.
وستحقق مركبة ناسا رقما قياسيا جديدا بكونها المسبار المصنوع من قبل البشر والأسرع تحركا، حيث ستسير بسرعة تصل إلى 200 كم/الثانية، كما ستتعرض للحرارة والإشعاع بشكل لم تواجهه أي مركبة فضائية أخرى.
وستوفر مركبة SPP بيانات جديدة عن النشاط الشمسي، مما سيساعد العلماء على تطوير طرق للتنبؤ بأحداث الطقس الفضائي الرئيسية التي تؤثر على الحياة على كوكبنا.
ووفقا لدراسة حديثة أجرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم، تشير التقديرات إلى أن حدثا شمسيا ضخما قد يتسبب في أضرار تقدر بتريليونات الدولارات في الولاياتالمتحدة وحدها.
ويتضمن برنامج العمل الاستراتيجي 3 أهداف علمية رئيسية: أولا، تتبع تدفق الطاقة التي تسخن وتسرع الرياح الشمسية، ثانيا، محاولة تحديد هيكل وديناميكيات حقول البلازما والمغناطيسية كمصدر للرياح الشمسية، وأخيرا، استكشاف الآليات التي تسرع نقل الجسيمات الحيوية، وعلى وجه التحديد الإلكترونات والبروتونات وأيونات الهيليوم.
ويمكن للمسبار تحمل الظروف القاسية في أثناء تحركه عبر الكتل الشمسية، كما تقدم البعثة العديد من التحديات في مجال التقاط البيانات ضمن البيئات المختلفة وفي أثناء السفر بسرعة فائقة.