ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، اليوم الأربعاء بباريس، افتتاح معرض " روائع الكتابة بالمغرب، مخطوطات نادرة تعرض لأول مرة "، الذي ينظم من 22 مارس إلى 6 أبريل تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. ويأتي هذا المعرض الذي تنظمه مديرية الوثائق الملكية ، بمعهد العالم العربي بباريس ،استجابة لارادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في ابراز روائع فن الكتاب بالمغرب بمعهد العالم العربي، سواء على مستوى الموضوع أو الخط او الزخرفة .
ويدعو المعرض الذي يقام في اطار مشاركة المغرب كضيف شرف بمعرض الكتاب بباريس 2017 تحت شعار " المغرب كتاب مفتوح " الجمهور الى اكتشاف وتأمل التراث المخطوط، الذي هو نتاج ارث 14 قرنا من التاريخ.
وأكد رئيس معهد العالم العربي جاك لانغ في كلمة بالمناسبة أن هذه التظاهرة تعد حدثا استئنائيا، يتيح عرض وثائق نادرة وثمينة لم يسبق عرضها بفرنسا، مشيرا الى ان المعهد حظي بامتياز احتضان هذا المعرض.
واعتبر ان هذه التظاهرة تعد معجزة اخرى للمغرب، تعبر عن فلسفة التسامح، والانفتاح واحترام الآخر التي ينهض بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس .
كما اعرب جاك لانغ عن امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للدعم الذي قدمه جلالته من اجل تنظيم هذه التظاهرة.
من جهتها قدمت مديرة الوثائق الملكية ، مندوبة المعرض ، بهيجة سيمو المحاور الرئيسية لهذا المعرض ، الذي يهدف الى النهوض بالتراث المغربي، وتعزيز الحوار بين الثقافات.
واضافت ان المعرض يبرهن ايضا على ان ثقافة الكتاب لا يمكن فصلها عن الثقافة في المغرب، وكيف يتم التأليف بين الانتاج الادبي والعلمي ، ضمن انسجام تام مع الابداع الفني.
وقامت صاحبة السمو الملكي الاميرة للا مريم ، والرئيس الفرنسي بالمناسبة بزيارة معرض "روائع الكتابة بالمغرب، مخطوطات نادرة لم يسبق عرضها".
عقب ذلك تم تسليم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وصاحبة السمو الملكي الاميرة للا مريم فهرس المعرض.
ويتيح المعرض الذي يضم مخطوطات نادرة ووثائق لم يسبق عرضها ، وقطع متحفية ذات قيمة تاريخية ورمزية كبيرة، ، قراءة واعادة قراءة جوانب من الثقافة المغربية.
ويسلط المعرض وفق تصميم سينوغرافي وجمالي الضوء على جوهر الفكر المغربي، من خلال عرض ثلاث كتب مقدسة قديمة وغير منشورة، ترسم ملامح قناعة مغربية راسخة في احترام المعتقدات.
وتتمثل هذه الكتب في نسخة نادرة للقرآن الكريم، تعود الى القرن الهجري الثالث، وانجيل مترجم الى العربية محتفظ به بجامعة القرويين، ويعود الى القرن الثاني عشر، كقطعة نادرة وفريدة بالعالم العربي والاسلامي، فضلا عن نسخة من الثوراة بالعبرية لم يسبق عرضها.
وتبرهن هذه الكتب الثلاثة على التعايش واحترام الديانات التوحيدية بالمغرب.
كما يسلط المعرض الضوء على اسس الدولة المغربية التي تبنت اسلاما معتدلا يقوم على المذهب المالكي، والعقيدة الاشعرية، والصوفية السنية ، وامارة المومنين، ويبرز أيضا خصوصية هويتها السياسية والثقافية ذات الروافد العربية والاسلامية والامازيغية ، والصحراوية الحسانية والافريقية والاندلسية، والعبرية والمتوسطية.
كما يدعو المعرض الزوار الى اكتشاف مختلف تيارات الفكر، والتخصصات العلمية، التي ازدهرت في المغرب مثل الطب والصيدلة، والعلوم التطبيقية من هندسة ومعمار ،وتهيئة الحدائق، والموسيقى وذلك عبر أمهات الكتب التي تم تأليفها على امتداد تاريخ المملكة.
ويقترح المعرض ايضا الوقوف على حوار الحضارات من خلال كنوز الخزانة المغربية.
ولدى وصولها الى معهد العالم العربي بباريس وجدت صاحبة السمو الملكي الاميرة للا مريم في استقبالها كلا من جاك لانغ، وسفير المغرب بباريس شكيب بنموسى.
كما تقدم للسلام على سموها السادة محمد أمين الصبيحي وزير الثقافة ، واحمد التوفيق وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية، والسفيرة زهور العلوي المندوبة الدائمة للمغرب لدى اليونسكو ، وبهيجة سيمو ، وسيرج بيرديغو الامين العام لمجلس الطائفة اليهودية بالمغرب .