للمرة الثالثة على التوالي تلتئم، اليوم وإلى غاية 21 مارس الجاري بمدينة الداخلة، نخبة من كبار رجال السياسة والاقتصاد والمال على المستوى العالمي في إطار منتدى كرانس مونتانا، وذلك بعد النجاح الباهر الذي حققته الدورتان السابقتان بجوهرة جنوب المغرب خلال سنتي 2015 و 2016. واختار المشرفون على تنظيم هذا الحدث العالمي المهم، موضوع "نحو إفريقيا جديدة للقرن الواحد والعشرين والاستقرار، التماسك والتضامن من أجل تنمية مستدامة والدور الجوهري للمغرب في إفريقيا"، وذلك تكريما للقارة السمراء من أرض مغربية إفريقية.
وسيتم خلال هذه الدورة، إبراز الدور الذي يضطلع به المغرب في تنمية إفريقيا، خاصة بعد العودة المظفرة للمملكة إلى أسرتها المؤسساتية، في جو يسوده السلم والتعاون والحكامة الجيدة، وهو الحدث الذي أضحى يتصدر جدول أعمال صناع القرار الدوليين ومسؤولين من المستوى الرفيع..
وبتجمع عدد من الشخصيات السامية من مختلف مناطق العالم بالداخلة جوهرة الجنوب، يقول رئيس هذا الحدث بيير إمانويل كويرين، يكون المنتدى قد حافظ على تقليد عريق للصحراء المغربية، نقطة الالتقاء وأرض التبادل والحوار.
وستكون الدورة الثالثة التي ستعرف مشاركة أزيد من ألف مشارك مناسبة لتعميق التفكير حول إفريقيا القرن الواحد والعشرين وإمكانات التعاون جنوب جنوب ، كما سيتم التطرق إلى مواضيع الصحة العمومية، والطاقات المتجددة، وتدبير الموارد الطبيعية، والصناعات البحرية، ودور الشباب والنساء.
وسيشكل الأمن الغذائي والفلاحة المستدامة المحور الأساسي للدورة السنوية لمنتدى كرانس مونتانا، إذ سيتم مناقشة هذا المحور خلال ندوة من مستوى عال سيتم خلالها عرض السياسات المبتكرة التي قرر المغرب تقاسمها مع شركائه الأفارقة.
وسيخصص حيز هام للساكنة المحلية، والنساء الإفريقيات، والشباب المقاول وكذا لعدد من وفود البلدان الجزرية الصغيرة السائرة في طريق النمو.
ففي الوقت الذي تقوم فيه المملكة بعودة مظفرة للاتحاد الإفريقي، يقول المشرفون على تنظيم المنتدى، يبدو من "المهم أكثر من أي وقت مضى تمكين أصحاب القرار الدوليين من اكتشاف مدينة وجهة تشكلان دليلا على أن لا شيء يقف أمام سياسة متبصرة وإرادية من أجل تحقيق التنمية". وأشار المنظمون إلى أن "هذه الرؤية التي مكنت من تنمية الأقاليم الجنوبية للمغرب أصبحت مصدر إلهام ومرجعا بالنسبة للقارة الإفريقية".
يشار إلى أن هذه هي المرة الثالثة على التوالي التي يعقد فيها منتدى كرانس مونتانا دورته السنوية بالداخلة المخصصة لإفريقيا والتعاون جنوب جنوب، وهو موعد هام يشكل فرصة لإطلاق تفكير معمق حول القضايا ومؤهلات التنمية بالقارة السمراء.