"عيد بأي حال عدت يا عيد *** بما مضى أم لأمر فيك تجديد" المتنبي
محمد بوداري يحتفل المنتظم الدولي اليوم الأربعاء 05 اكتوبر باليوم العالمي للمعلم، وذلك تحت شعار: "المعلمون والمساواة بين الجنسين". وجاء في بيان منظمة اليونسكو، بهذه المناسبة، أن الاحتفال بيوم المعلم العالمي لهذا العام يتناول دور المعلمين في تحقيق المساواة بين الجنسين، حيث تشير أرقام جديدة إلى أنه سيتعين استحداث مليوني وظيفة جديدة للمعلمين من أجل تحقيق هدف تعميم التعليم الابتدائي بحلول عام 2015. وبخصوص موضوع الاحتفالية العالمية لهذا العام، بينت المنظمة أنه من الضروري التوازن بين الجنسين في صفوف المعلمين، ذلك لأن البلدان التي تضم عدداً أكبر من المعلمات في المرحلة الابتدائية بالمقارنة مع البلدان الأخرى هي أميل إلى تحقيق معدلات أعلى فيما يخص التحاق الفتيات بالتعليم الثانوي. ويأتي الاحتفال بهذا العيد العالمي في المغرب في ظروف تتميز بدخول مدرسي على إيقاع الإضراب الذي أعلنت عنه خمس نقابات تعليمية: المنظمة الديمقراطية للتعليم، الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، الهيئة الوطنية للتعليم، النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي والفدرالية الديمقراطية للتعليم من خلال بيانها الأخير، والذي دعوت فيه الأسرة التعليمية لخوض إضراب إنذاري يومي الأربعاء والخميس 5 و6 أكتوبر القادم. كما أن الاحتفالية تأتي في ظل السنة الأخيرة من البرنامج الاستعجالي 2009-2012، تحت شعار جميعا من اجل مدرسة النجاح، وفي ظل الاستعدادات الجارية لتنظيم الاستحقاقات المقبلة في ظل دستور 01 يوليوز 2011. وإذا كانت هموم ومشاكل رجال التعليم كثيرة وليست خافية على المواطن والمسؤولين في بلادنا، فإننا نجدد تضامننا مع هذه الفئة التي قال عنها أمير الشعراء أحمد شوقي: قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا وبموازاة ذلك ندعو المسؤولين إلى الالتفات إلى مطالب المدرسات والمدرسين للقيام بمهامهم على أحسن وجه باعتبار الدور الذي يقومون به في سبيل نشر العلم والمعرفة وترسيخ الحس الوطني وتعزيز قيم المواطنة لدى الناشئة. وإذا كانت هذه الاحتفالية فرصة لتكريم المعلمين على مساهمتهم الجليلة في تربية الأجيال، وإلقاء الضوء على الدور الفاعل الذي يقوم به المعلم، فإننا نرى ضرورة استغلالها لتسليط الضوء كذلك على المشاكل واقتراح الحلول في ميدان التربية والتعليم لضمان السير العادي في مدارسنا العمومية وحتى لا يتكرر سيناريو السنة الماضية التي كانت قاب قوسين أو أدني من سنة بيضاء. كما أن الاهتمام يجب أن لا يقتصر على المدرسة في الوسط الحضري فقط بل يجب أن يمتد ليشمل رجال التعليم العاملين بمختلف المناطق القروية والنائية والصعبة، الذين يعملون في ظل شروط صعبة تتسم بوعورة في المسالك وظروف مناخية غير مستقرة وانعدام وسائل النقل وأحيانا كثيرة انعدام الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وصرف صحي وشبكات التواصل الحديثة التي أصبح من المتعذر الاستغناء عنها في عالم اليوم. كما أن ظروف العمل في العالم القروي تتسم بتفشي ظاهرة الأقسام المتعددة المستويات و بنايات مدرسية بحاجة للكثير من الجهود لتصبح مستقطبة للمدرس والمتمدرس معا، مما يقتضي معه اتخاذ قرارات شجاعة وجريئة بخصوص إقرار تعويض مادي خاص بالعمل في المناطق القروية والشبه القروية تنفيذا لمقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي ينص في مجاله الرابع الخاص بتحفيز الموارد البشرية على مراعاة الظروف الخاصة للأطر التربوية العاملة بالوسط القروي بتوفير الشروط الضرورية لعملهم وحفزهم بمنح تعويضات خاصة حتى تكون هذه المناطق النائية مكانا لاستقطاب المدرسين بدل الهروب منه خاصة في ظل ضآلة نتائج الحركات الانتقالية وتطلع الجميع للعمل بالوسط الحضري. وبخصوص الحركة الانتقالية فقد صرحت كاتبة الدولة هذا الصباح للإذاعة الوطنية أن معدلها عرف ارتفاعا بالمقارنة مع السنة الماضية حيث انتقل إلى 12 % هذه السنة. وتجدر الإشارة إلى أن منظمة اليونسكو بدأت الاحتفال باليوم العالمي للمعلم منذ عام 1994، وذلك في ذكرى توقيع توصية منظمة اليونسكو ومنظمة العمل الدولية بشأن تطوير أوضاع المعلمين في عام 1966، وكذلك بناء على توصيات اليونسكو عام 1997، حيث إن المعلم يعتبر حجر الزاوية في العملية التعليمية فهو يلعب دورا أساسيا في الإصلاح والتطوير الذي ينعكس إيجابا على تنمية المجتمع. محمد بوداري http://bouda.blog4ever.com/blog/index-525516.html