طار إبراهيم غالي، رئيس مرتزقة البوليساريو ورئيس الجمهورية الافتراضية المسماة في أوراق الجزائر الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، أمس الثلاثاء الى ماباتو عاصمة الموزمبيق في خطوة غير متوقعة من أجل لقاء بين ديبلوماسيين من الموزمبيق وزامبيا. ماذا تعني هذه الخطوة في وقت يجوب فيه جلالة الملك محمد السادس القارة السمراء طولا وعرضا؟ ما علاقة ذلك بما أسمته قيادة الانفصاليين خذلانا جزائريا أثناء القمة 28 للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا؟ وما الغرض منها في وقت تجد فيه البوليساريو نفسها معزولة إفريقيا بعد نضوب خزينة "قارون" الجزائري؟
مهتمون بالشأن الإفريقي وبقضية الصحراء المغربية يرون أن جبهة البوليساريو اليوم أصبحت يتيمة، لأن النظام الجزائري الراعي الرسمي للإرهاب الانفصالي، يعاني أزمة وجود، إذ وصل اقتصاده إلى حافة الانهيار وأصبحت كل الظروف تعاكسه بل تسير به نحو الحضيض، وفقد كل رصيده من العملة الصعبة، ولم تعد عائدات النفط والغاز تتسع للرشاوى التي كان يقدمها لبعض الزعماء، بل إن الزعماء المرتشون قد رحلوا عن الحكم في إفريقيا.
هذه العزلة التي تعيشها الجبهة تجعلها تتحرك في اتجاهات متعددة، الاتجاه الأول هو التهديد بالعودة إلى الحرب وهي تعرف أن الزمن تجاوزها بعد أن تحولت مخيمات الاحتجاز إلى مجرد مرتع للمنظمات الإرهابية وعصابات التهريب والاتجار في المخدرات والبشر، والاتجاه الثاني قد يكون البحث عن مخرج لمأزقها عبر الانسياق وراء الحل السياسي الذي طرحه المغرب من خلال مشروع الحكم الذاتي.
لا تستبعد مصادر كثيرة أن يكون لقاء غالي مع ديبلوماسيين من زامبيا بتوسط الموزمبيق محاولة لطلب الوساطة مع المغرب، خصوصا وأن زامبيا خرجت عن الطوق وترتبط بعلاقات جيدة مع المغرب.