أكد نائب رئيس البنك الاوروبي للاستثمار رومان اسكولانو، أمس الجمعة بورزازات، أن مركب "نور للطاقة الشمسية" مشروع رائد في مجال الطاقات المتجددة وتأمين التزود الطاقي يجمع بين الابتكار التكنولوجي والتنمية المستدامة. وأبرز اسكولانو، في كلمة على هامش زيارة صحفية لمركب نور للطاقة الشمسية، أن "تمويل هذا المركب الطاقي يشكل مفخرة بالنسبة لبنك الاتحاد الاوروبي الذي يجعل، الى جانب المغرب، من التكيف المناخي أولوية مطلقة"، مضيفا ان المملكة من بين الشركاء الرئيسيين لبنك الاستثمار الأوروبي في منطقة المتوسط و "بلد يأتي حقا في الطليعة على مستوى الاستثمارات لصالح المناخ".
وأوضح أن 28 في المئة من تمويلات البنك الاوروبي للاستثمار للمغرب منذ سنة 2011 تم تخصيصها للعمل المناخي، بما يعادل استثمارا مناخيا بقيمة 500 مليون اورو من أصل تمويل إجمالي يبلغ 1.7 مليار أورو.
واضاف اسكولانو أن البنك يتوخى من ذلك "تمويل مشاريع ملموسة ومتينة ومنتجة على نطاق أوسع من أجل تطوير اقتصاد أخضر ومستدام"، مستشهدا بالمغرب الذي أقام وطور حظائر ريحية، من بينها تلك الواقعة بين طنجة بقدرة 140 ميغاواط، قصد تلبية الطلب من الطاقة في منطقة تشهد نمو اقتصاديا قويا.
وقال نائب رئيس البنك الاوروبي إن " تطوير فلاحة عصرية قادرة على الرفع من المردودية وتنويع الزراعات مع تشجيع الحلول المستدامة في مجال البيئة كاقتصاد الماء تشكل محور عملنا المناخي" الذي استفادت منه مسبقا 8000 استغلالية فلاحية صغيرة بالمغرب. وبخصوص مشاركة البنك في مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 22) بمراكش، قال اسكولانو إن هذه المؤسسة، كشريك مميز للمغرب مند عدة سنوات، ستوقع مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب خلال المؤتمر على تمويل جديد لتوسيع وتحديث شبكة التطهير بالمدن المتوسطة والصغيرة بالمغرب.
كما سيتم التوقيع، حسب مسؤول البنك، على خط ائتمان أخضر مع البنك المغربي للتجارة الخارجية لدعم الاستثمارات الخاصة في مجال معالجة النفايات الصلبة بالمملكة.
واكد المسؤول الاوروبي في هذا الصدد أن "كوب 22 ستكون حاسمة في الإنجاز الملموس لالتزامات مؤتمر باريس حول المناخ "كوب21" ، مبرزا أن "التحرك بات أمرا مستعجلا وحيويا، ليس فقط للتخفيف من آثار التغيرات المناخية ولكن أيضا من أجل التكيف معها".
وتروم هذه الزيارة الصحفية (من 3 إلى 5 أكتوبر الجاري) إطلاع أزيد من 20 صحفيا من مختلف المنابر الوطنية والدولية على مركب الطاقة الشمسية، وذلك عشية انطلاق مؤتمر كوب 22 بمراكش. وتميز هذا الحدث، الذي يموله الاتحاد الأوروبي من خلال البنك الأوروبي للاستثمار والمنظم بشراكة مع الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، بحضور سفير الاتحاد الأوروبي في الرباط روبرت جوي. يعد مركب "نور" للطاقة الشمسية بورزازات، أول محطة للطاقة الشمسية أنجزتها الوكالة المغربية للطاقة المستدامة، أكبر مركب للطاقة الشمسية في العالم بطاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى 580 ميغاواط.
ويتألف "نور"، المنجز على مساحة أزيد من 3000 هكتار، من أربع محطات للطاقة الشمسية متعددة التكنولوجيات تتماشى مع المعايير الدولية، سواء على المستوى التكنولوجي أو البيئي، كما تضم منصة للبحث والتنمية تمتد على مساحة أزيد من 150 هكتار.
وتعتمد محطة "نور 1"، أول محطة ضمن مركب الطاقة الشمسية "نور ورزازات" والتي أعطى جلالة الملك محمد السادس انطلاقتها الرسمية في العمل بداية 2016، والمتوقع أن تصل طاقتها الإنتاجية إلى 160 ميغاواط، على نمط التوليد المستقل للطاقة. وتوظف هذه المحطة، المشيدة على مساحة تناهز 480 هكتارا، تكنولوجيا الطاقة الشمسية الحرارية بالاعتماد على ألواح لاقطة مقعرة بقدرة تخزين حراري تصل إلى ثلاث ساعات.
وستجعل مشاريع نور الأربعة في النهاية مركب "نور ورزازات" أضخم موقع لإنتاج الطاقة الشمسية متعددة التكنولوجيا في العالم بطاقة إنتاجية تصل إلى 580 ميغاواط وغلاف استثماري يبلغ 24 مليار درهم، من أجل تلبية الاحتياجات من الربط الكهربائي والنقل الطرقي والتزويد بالماء وشبكة تصريف المياه والاتصالات والسلامة وتثبيت دعائم التنمية السوسيو اقتصادية. ويدعم الاتحاد الأوروبي المشروع الضخم من خلال آلية تسهيل الاستثمار فيالجوار التي تعد أداة مبتكرة للتمويل المشترك للمشاريع الكبرى للبنيات التحتية في بلدان الجوار الشريكة.