أنهى عبد الرحيم الشيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح الجدل بعد حكاية الداعية عمر بن حماد وفاطمة النجار، وأكد مصداقية المعلومات التي نشرت وشدد في رسالة وجهها إلى أبناء الحركة، على أن طرد بنحماد والنجار جاء بعد التأكد من المعطيات الثابتة والصحيحة ضدهما. وفيما يلي نص البلاغ الذي عممه الشيخي على وسائل الإعلام. "حتى لا ينسينا الاعتزاز بالانتماء، الانصراف إلى العمل البناء الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه، ومن نهج نهجهم وسلك سبيلهم إلى يوم الدين. الإخوة والأخوات أبناء حركة التوحيد والإصلاح ومن يليهم من عموم المتعاطفين والمحبين والغيورين والفضلاء المنصفين.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد؛ فلا شك أنكم تابعتم بقلق واهتمام نازلة عضوين سابقين من أعضاء مكتبنا التنفيذي وما صاحبها من جدل إعلامي واسع النطاق تضارب فيه الغث بالسمين والصحيح بالسقيم والحق بالباطل. وكذا قراري المكتب التنفيذي القاضيين بتعليق عضويتيهما في كافة مؤسسات الحركة ثم قرار الإقالة وقبول الاستقالة من عضوية المكتب، بناء على ما توفر لدى إخوتكم المسؤولين من معطيات صحيحة وثابتة، وبناء على ما صرح به المعنيان المباشران بالموضوع واستنادا إلى مبادئ ديننا الحنيف وقيمنا التربوية ومنهجنا الشرعي والتنظيمي الواضح والمطرد في التعامل مع مثل هذه النوازل، وبناء على ما ارتضيناه لأنفسنا من تدابير وإجراءات تنظيمية معتمدة من قبل أعلى هيئاتنا التقريرية والشورية والتنفيذية. ولا شك أن أمرا كهذا متعلقا بالذمم والأعراض هو في عمومه شديد، ولكنه إذ تعلق بذمة وعرض شخصين لهما مكانتهما الدعوية والتربوية وقبل ذلك التنظيمية والحركية، فلا شك ٲنه سيكون أشد. ولا سبيل إلى تحمل آثاره والقوة في معالجته غير ما ارتضاه لنا الحق سبحانه وتعالى من الثبات على الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
وعلى هذا، وبعد أن تيسر لي نصيب من الوقت والجهد المناسب للكتابة، أحببت أن أتواصل معكم لأبلغكم الآتي:
1. إن الوقوف على استقامة المنهج الذي نحن عليه وصوابية الاختيارات الفكرية والتربوية والتنظيمية، تظهر بشكل جلي ويُختبر صدقها في أوقات الشدة والأحداث المضطربة، أكثر منها في أوقات الرخاء. وإن إحساسي العميق الذي وددت مشاركتكم إياه، والعديد منكم يتصل بي أو يرسل لي رسائل للدعم والدعاء بالصبر والسداد، أنني اليوم ازددت اطمئنانا أكثر من أي وقت مضى على منهج هذه الحركة التي ظلت مؤسساتها قائمة تجتمع وتتخذ القرارات المناسبة بكل عدل وإنصاف وصدق وقوة وشجاعة، والتحم أعضاؤها بقيادتهم والتزموا بما تقدره الصواب والأرشد لمعالجة ما حصل من أخطاء فادحة وجسيمة يتحملها أصحابها.
2. إنني أنوه بمستوى انضباطكم وتلاحمكم، وكذا اعتزازكم وافتخاركم بالانتماء إلى هذا المشروع، وحسن ظنكم بإخوانكم في المكتب التنفيذي وحسن تقبلكم لقراراته؛ كما أنوه بمستوى الوعي الذي أبنتم عنه في تدبير هذه اللحظات العصيبة التي تمر منها حركتكم، والتي نسأل الله تعالى أن يلطف بنا فيها وينزل علينا سكينته ورحمته ويلهمنا مراشد أمورنا.
3. لا يفوتني في هذا المقام أن أذكر نفسي وإياكم بما علمنا ديننا الحنيف من تحرز في القول وتحر للصدق، وتحل بخلقي الحلم والأناة الذين أحبهما الله تعالى في ذلك الصحابي الجليل الذي أخبره الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قائلا: “فيك خلقان يحبهما الله، الحلم والٲناة”.
فيجب علينا أن نتثبت في كل شأننا إثباتا ونفيا ومعرفة وإنكارا.. تحْدُونا في ذلك قواعدنا التربوية في معرفة الفضل لأهله وحسن الظن بالمؤمنين من جهة، ومن جهة أخرى نتذكر أن اجتماعنا مؤسس على الأفكار والمبادئ وليس على الذوات والأشخاص .. فنحن نعرف الأشخاص بمبادئنا قبل أن نعرف مبادئنا بالأشخاص.. ونعرف الحق بالحق ولا نعرف الحق بالرجال. فمهما بلغت قيمة المرء فحياته الدنيا مظنة الكدر والزلل نسأل الله تعالى لنا ولإخواننا وللمسلمين جميعا الثبات وحسن الختام.
4. إن من حقوق العضوية في حركتنا (المساندة في حالة الابتلاء بسبب القيام بمهام الحركة). وإذ أقدر أن هذا الأمر لا ينطبق على النازلة التي نحن بصدد معالجتها، وأنه لا يمكن لهيئات الحركة وأعضائها بصفاتهم التنظيمية الوفاء بهذا الحق؛ فإن من مبادئنا ومنطلقاتنا (الأخوة والموالاة) ومعنى هذا المبدأ كما جاء في ميثاقنا “أننا نرتبط في الأصل بأخوة الإسلام ومودة الإيمان قبل أن نرتبط بعلاقات التعاون والعمل المشترك داخل التنظيم، وهذا ما يجمعنا ويربطنا بسائر المسلمين الذين يجب أن نتبادل معهم الأخوة والمحبة والتناصح والتناصر.
… وحين تجمعنا علاقات الدعوة إلى الله والعمل بالإسلام والتعاون عليه، فإن ذلك يكون مدعاة لمزيد من حقوق الأخوة ومقتضياتها. ولذلك وجب أن يسود بيننا الصدق والنصح والصفاء والوضوح والثقة وحسن الظن، مع التنزه عن أضداد هذه الخصال من سوء ظن أو غل أو نجوى أو تشكيك أو اتهام بغير حق ودون تبين وتيقن. وكل هذا ثابت ولازم في حق جميع المسلمين، فكيف بمن تجمعهم روابط إضافية، ويتعاونون على فريضة عظمى ورسالة عليا تستوجب صفا مرصوصا وبناء متلاحما متينا.”
وأقدر أنه من هذا المنطلق قدر المكتب التنفيذي “أن ارتكاب الأخوين مولاي عمر بن حماد وفاطمة النجار لهذه المخالفة لمبادئ الحركة وتوجهاتها وقيمها وهذا الخطأ الجسيم، لا يمنع من تقدير المكتب لمكانتهما وفضلهما وعطاءاتهما الدعوية والتربوية”، وفي إطار هذا المبدأ يمكن أن يكون دعمكم، إن احتيج إليه، بما يسهم في حل المشاكل الحقيقية عوض الانخراط في الجدل العقيم وتبديد الجهد في المعارك الإعلامية الوهمية، وأن تتحلوا بفضائل الحوار الهادف البناء مع تحري الإحسان في القول والعدل والإنصاف في الحكم بحق الموالين والمخالفين، وأن تصرفوا اهتمامكم وتوجهوا جهدكم لإنجاز البرامج المعتمدة والأعمال المتفق عليها من طرف هيئاتكم المسيرة..."