أكد صلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون ،أن اختيار المغرب لاحتضان مؤتمر أطراف الاتفاقية الاطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية (كوب 22 ) الذي ستستضيفه مراكش ، هو اعتراف من المجتمع الدولي بالأعمال التي يقوم بها في مجال مكافحة التغيرات المناخية. وقال مزوار رئيس لجنة الإشراف على مؤتمر (كوب 22) ، اليوم في افتتاح أشغال مؤتمر بون (غرب ألمانيا ) حول التغيرات المناخية، التي تصادف بداية أشغال الدورة ال44 للهيئات الفرعية لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية (س ب إ/س ب س ت إ) ، إن " اختيار المغرب لم يكن من قبيل الصدفة بل هو تكريس واعتراف من قبل المجتمع الدولي بالأعمال التي يقوم بها في مجال مكافحة التغيرات المناخية ".
وأكد مزوار، في هذا المؤتمر الذي يصادف أيضا انعقاد الدورة الأولى لفريق العمل الخاص باتفاق باريس، أن التزام المغرب تأكد على أعلى مستوى في الدولة من أجل أن تمر أشغال مؤتمر (كوب 22 ) في أفضل الظروف، وذلك عندما ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالمغرب حفل إطلاق (نداء طنجة ) من أجل عمل تضامني وقوي لفائدة المناخ.
وأشار إلى أن هذه المبادرة تعكس عزم البلدين لبذل جهود مشتركة ليجد المجتمع الدولي إجابات مناسبة وملائمة لإشكالية تغيرات المناخ .
وفي ما يتعلق بالإجراءات المخطط لها في أفق تنظيم (كوب 22 ) أكد السيد مزوار أن المؤتمر يطمح للمساهمة في اعتماد إجراءات وآليات لتفعيل اتفاقية باريس واعتماد خطة عمل لفترة ما قبل 2020 ، من أجل "التخفيف ، والتكيف والتمويل ودعم القدرات ونقل التكنولوجيا والشفافية ، خاصة لفائدة الدول الأكثر فقرا والجزر الصغيرة في طريق النمو والدول الأقل تقدما ".
وأضاف رئيس لجنة الإشراف على مؤتمر (كوب 22) أن هذا الأخير سيشكل أيضا فرصة للاتفاق على خارطة طريق متوقعة وملموسة لتعبئة 100 مليار دولار بحلول سنة 2020 مشيرا إلى أن المغرب سيواصل ، بالتعاون مع الرئاسة الفرنسية ، الالتزام لحشد أكبر عدد من الأطراف للانضمام والمصادقة على اتفاقية باريس ، قبل مؤتمر (كوب22 ).
وقال "إذا كان (كوب 21 ) مؤتمر للالتزام فإننا نطمح أن يكون (كوب 22 ) مؤتمر العمل والتنفيذ " مؤكدا أن رئاسة المؤتمر أعدت مبادرات لتسريع النتائج وأيضا برنامجا يدعم إدخال اتفاق باريس حيز التنفيذ. وأشار إلى أن المبادرة الأولى تهم تحفيز تمويل المناخ معربا عن التزام المغرب بالعمل في اتجاه تسريع وتسهيل توفير التمويل لمشاريع تتعلق بالتخفيف والتكيف، خاصة لفائدة البلدان والمناطق الأكثر ضعفا. ودعا رئيس اللجنة بهذا الخصوص ، الأطراف والمؤسسات المالية العامة والخاصة إلى إحداث آلية لتحسين فرص الحصول على التمويل'' آلية للتمويل المستعجل ''.
وأضاف أن المبادرة الثانية المقترحة تهم '' تكييف الزراعة الأفريقية " موضحا أنها تسعى على وجه التحديد إلى زيادة تمويل التكييف ودعم البرامج التجريبية مثل تخزين الكربون في التربة. أما المبادرة الأخيرة ، يقول السيد مزوار ، فتهم مناطق الواحات في العالم ، ووسائل الحفاظ على هذا التراث الهش لكنه حيوي ، إذ تشكل الواحات حواجز طبيعية ضد التصحر.
وقال مزوار '' نحن نعتمد على دعم جميع الأطراف حتى يترجم مؤتمر (كوب 22 ) تضامننا وأملنا لفائدة كوكبنا من أجل الأجيال القادمة " معبرا عن القناعة بأن نجاح (كوب 22 ) يعتمد في جزء كبير منه على مساهمة الجميع . جدير بالذكر أن مؤتمر بون ، يشارك فيه المغرب بوفد كبير يضم أعضاء لجنة الإشراف الخاصة ب(كوب 22)، التي ستشارك في العديد من الاجتماعات والتظاهرات الموازية لعرض خارطة طريق المغرب .
كما تم وضع رواق مغربي ، بهذه المناسبة بهدف الترويج لالتزامات المملكة وجهودها الرامية إلى حماية المناخ.