الحسين ساشا استبشروا خيرا بقناتكم أيها الأمازيغ، فهاهي تسير بأبنائكم شيئا فشيئا نحو التقدم والانفتاح. فمن الأغاني الرديئة.. إلى الأفلام والمسلسلات المخلة بالآداب.. إلى الكازينو للقمار عبر الفضاء وهلم جرا.. وليس من المستبعد أن نفاجأ لاحقا بأفلام الجنس بحيث أن ما يدور فيها حاليا ليس إلا تمهيدا لذلك دون شك. وغدا ستقدم لكم "أحواش ن تفرخين" بزي شاكيرا بلا ملاحف ولا ليزورا ولا يحزمون. للأسف الشديد كان إنجاب هذه القناة غير شرعي بالرغم من أنها تحمل اسم أمازيغي إلا أن لا علاقة لها بالأمازيغ. ومما يؤكد ذلك هو أنه منذ انطلاقها حتى الآن لم يفكر طاقمها يوما في أن يصعد الجبال أو يقطع الوديان أو يطوف الأدغال بحثا عن أولئك المهمشين خلف الجبال من أبناء عمومتهم لينقل معاناتهم للمسؤولين لمعالجتها. بل اكتفى هذا الطاقم الكسلان بالنبش والهبش في نفايات دار البريهي لإحياء مطروحات القنوات الأخرى التي عفا عنها الزمن، ثم عرضها لنا مرة أخرى بجلباب أمازيغي. هذا لأن دار البريهي تنظر إلى هذه القناة كابنة غير شرعية لها، فأقدمت على حرمانها من حقها في الميراث ثم أخذت تدفع بها نحو الانحراف لتقتات من أموال القمار.. أولا لكي تخفف عنها هذا العبء المكره، ثم ثانيا اغتيال ما تبقى من أخلاق الأمازيغ بترويض نسائهم وأبناء وبناتهم على القمار والانحراف. هذا بصرف النظر عما تسلبه من أموال مشاهديها بطرق خداعية حيث تظهر لهم مبلغ الجائزة ورقم ال sms بالحجم الضخم فيما تعرض لهم تعريفة الرسالة النصية التي تبلغ قيمتها 10.80 دراهم بالحجم الصغير، لكي لا تتراءى لهم. وهذا في حد ذاته يعتبر خداعا للمواطنين والخداع من مشتقات النصب والاحتيال ويجب على المسؤولين النظر في هذا الأمر. أما الأسوأ من ذلك هو أنها لحد الآن وبالرغم من مرور ما يقرب من سنتين على افتتاحها إلا أنها ما زالت غير قادرة على الاعتماد على طاقمها الذي لا حول له ولا قوة، ما جعلها تستنجد برواد دار البريهي مثل نبيل عيوش وهشام الجباري وغيرهم. وذلك لتزويدها بإنتاجاتهم التي تعمد جلها للعنصرية والسخرية وتمس بكرامة الأمازيغ، مثل سلسلة "البخيل والمسراف" التي تعرض حاليا وقت الإفطار حيث تم التركيز فيها على البقال الأمازيغي المعهود له بالأمانة والجدية والثقة، على أنه بخيل وشحيح حيث يتخذونه كنموذج للأمازيغ مع جهلهم التام لحقيقة الأمازيغ وَجودهم وكرمهم اللامحدود. وأرى أن هذا الأسلوب الذي عمدت إليه الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون تجاه الأمازيغ وقناة تمازيغت، مقتبس من مذكرات المستعمر الفرنسي الذي أخذ يُنصِّب أثناء رحيله أفسد العاصر بالبلد على كراسي الحكم والقرار للانتقام منا، فعاثوا فسادا في المؤسسات العمومية مما أدى بالمغرب إلى تأخره عن الركب الحضاري. وهكذا كان الأمر بالنسبة للقناة الأمازيغية التي نصّبت فيها عناصر لا علاقة لها بالأمازيغية ولا بالأمازيغ لا من بعيد ولا من قريب، بهدف إفساد أخلاق الشباب الأمازيغي ومحو ما تبقى من ثقافته وهويته.