الحسين ازكي جميعنا سمع بمقولة أن الحياة هي عبارة عن مسرحية، لكل شخص فيها دور يؤديه، و مهما طالت أدوارنا في هذه المسرحية، فلا بد أن تنتهي في يوم من الأيام، وهذه سنة الحياة وناموسها.
ولكن، بصراحة، فأنا أشبهها بفلم سينمائي ضخم جدا، ولكل شخص منا دور يلعبه فيه. فالبعض له دور رئيسي ومحوري في هذا الفلم ويبقى في ذاكرة الناس حتى بعد انتهاء الفلم - أي حتى بعد موت الشخص- وهؤلاء قلة قليلة في هذه الحياة، فهم عظماء العالم الذين تركوا بصمة لا تمّحي، وقد يغيرون العالم وتصبح حياتهم فصلا لا يمكن نسيانه، حتى بعد موتهم، وقد تبقى هذه البصمة إلى الأبد، ويذكرون دائما بانجازاتهم العظيمة، وتتناقل الأجيال حياتهم وتاريخهم الرائع.
وعلى النقيض من هؤلاء، تجد أشخاصا آخرين يذكرون ولكن بأعمالهم السيئة ويسعد الجميع عند موتهم ولا يذكرهم الناس إلا بأسوأ الذكريات، وهؤلاء كالأشرار في الفلم، الذين نسعد لموتهم أو لسجنهم...
ويوجد قسم من الناس الذين يظهرون في الفلم ولكن بدرجة ثانية وهؤلاء مثل العلماء والمكتشفين والقادة، الذين لهم بعض البصمات المهمة في الحياة ولكن بدرجة أقل.
ويوجد أشخاص لا يظهرون في فلم الحياة إلا من خلال مشهدين أو ثلاث وهؤلاء مشاهير في زمنهم وينسون مع مرور الزمن لعدم وضعهم بصمة في الحياة.
والبعض الآخر أو بالأحرى الغالبية الأخيرة من الناس هم أقل من "كومبرس" في هذه الحياة فوجودهم و عدمهم واحد لا احد يذكرهم فهم بالكاد يظهرون في جموع غفيرة صعب أن تميز أحدهم عن الآخر ومن السهل استبدالهم أو استبعادهم لأنهم ببساطة لا يعنون شيء ولن يكترث أحد لغيابهم.
اذا يا شباب أين نحن من هذا الفن الضخم الذي يسمى الحياة، بالطبع جميعنا و انا من ضمنكم من الفئة الأخيرة التي تمر مرور الكرام على هذا الفلم وتزيد فيه شيء ولا تنقص، ولكن الا متى سنبقى هكذا؟
معظم عظماء التاريخ لم يمتلكوا شيء أكثر من ما نمتلك، إلا شيء واحد وهو مفقود عند الأغلبية الساحقة من الشباب، وهي قوة الإرادة، فبها يصنع العظماء- باذن الله طبعا.