قال حسن بناجح، القيادي في جماعة العدل والإحسان والمعروف بالبراح، إن الجماعة لن تشارك في مسيرة الأحد، التي من المزمع تنظيمها من قبل القوى السياسية والمجتمع المدني للتنديد بتصريحات بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، بخصوص قضية الصحراء المغربية، مبررا ذلك بالكثير من الادعاءات. أول تلك المزاعم أن الجماعة لم تتلق دعوة للمشاركة في المسيرة مع العلم أن العديد من شركائها في الشارع سيشاركون، وثانيها أن البهرجة لا تزيد الملف إلا تعقيدا حسب ادعاء بناجح، وثالثها حسب الجماعة فإن الشعب لا يطلب منه سوى أن يصفق في هذه القضية.
كل مبررات العدل والإحسان في عدم المشاركة في مسيرة الأحد ضد بان كي مون غير حقيقية، ولكنها تغطي السبب الحقيقي. فهل العدل والإحسان تؤمن بقضية الصحراء كقضية وطنية؟ طبعا لا لأن مفهوم الوطن ملتبس عند الجماعة بل إنها لا تؤمن به أصلا.
فعبد السلام ياسين، مؤسس الجماعة ومرشدها حيا وميتا، يصف شعار المغرب "الله، الوطن، الملك" بالثالوث الوثني، ووصف في العدد العاشر من مجلة الجماعة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بالاتحاد الوثني لطلبة المغرب. الجماعة لحدود اليوم لا تصف أي مؤسسة من مؤسساتها بالوطنية. فهي تتحدث عن المجلس القطري للدائرة السياسية، اي أن المغرب مجرد قطر من أقطار دولة الخلافة وقد تكون الجمهورية الصحراوية الوهمية أيضا قطر إسلامي وفي النهاية ستتوحد الأقطار في دولة الخلافة الكبرى.
ولهذا الجماعة لا تتعاطى بشكل جدي مع قضية الصحراء كبقية الأحزاب والحركات والتيارات، فباستثناء النهج الديمقراطي، وريث منظمة إلى الأمام وموقفه الخياني، فإن هناك إجماع على قضية الصحراء، إجماع ينخرط فيه كل المغاربة بمن فيهم من لا يتفق مع الدولة في كيفية تدبير الملف. لكن العدل والإحسان تتصرف وكأن الملف لا يعنيها لا من بعيد ولا من قريب.