انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي صور ل"مستشفى صدام حسين الجامعي"، الذي قال عنه موقع "الوئام" السعودي، الذي نشر الإشاعة، إنه افتتح مؤخرا بمدينة الدارالبيضاء، دون ذكر أي معلومات عن تاريخ الافتتاح. ونشر الموقع، ومعه وسائل إعلام سعودية أخرى، طيلة الأسبوع الماضي والى حدود اليوم أخبارا وصفها ب"تقارير" إعلامية يدعي أنها من مراسله في المغرب، دون ذكر هوية هذه المصادر..
كما أرفق الموقع بالخبر، مجموعة من الصورة للمستشفى الذي علقت على بابه صورة لصدام حسين تعتليها عبارات "مديرية مستشفى صدام المركزي"، وامام المبنى بعض الاشخاص الذي يبدو من خلال هيآتهم أنهم طلبة، كما يظهر في مقدمة الصور صحفيان يلتقطان صورا لمدخل المؤسسة.
وادعى الموقع ان "عدسات المصورين وجود صورة كبيرة وضعت للرئيس الراحل عند مدخل البوابة الرئيسية.."، وذلك في محاولة لإيهام مرتادي "الوئام" بان الامر يتعلق فعلا بخبر صحيح، إلا ان قراءة سطحية للخبر ومعالجة بسيطة للصور المرفقة به تبين ان الامر يتعلق بخبر أريد به ضرب مصداقية المغرب وتعكير علاقاته مع السلطة القائمة في العراق، والمعترف بها دوليا..
خلفيات المسؤولين عن نشر الخبر، لا يمكن ان تخفى على أحد خاصة ان هذه الاشاعة جاءت عقب زيارة ناجحة لوزير الخارجية العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري للمغرب، يومي 22 و 23 فبراير الجاري، والتي تناول فيها المسؤول العراقي عدة ملفات مع المسؤولين المغاربة خاصة في مجال محاربة التطرف والارهاب، وهو ما رأى فيها البعض انتصارا لسياسة المغرب في هذا المجال حيث اضحت كل الدول الغربية والعربية والافريقية تطلب ودّ المملكة للاستفادة من تجربته واستراتيجيته التي اصبحت مثار اهتمام وإشادة دولية..
ولا يمكن استبعاد تورط اعداء الوحدة الترابية للمملكة وراء نشر هذا الخبر الزائف خاصة ان الزيارة الناجحة لوزير الخارجية العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري للمغرب، حجبت تلك الزيارة القصيرة التي قام بها المسؤول العراقي للجزائر قادما إليها من المغرب، وهي زيارة يمكن ادراجها في خانة "الصواب" الواجب لان زيارته للمغرب دون ان يعرج على الجزائر ولو لمجرد شرب كأس شاي مع سيادة الرئيس بوتفليقة، كانت ستُغضب العسكر والمخابرات في الجارة الشرقية، وهو ما فطن إليه الدكتور إبراهيم الجعفري حيث التقى "فخامة رئيس جمهوريّة الجزائر السيد عبد العزيز بوتفليقة" في قصر المرادية وبحث "الجانبان العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين"، كما جاء في قصاصة لوكالة الانباء الرسمية الجزائرية.
ويتضح زيف الخبر، الذي نشره موقع "الوئام" السعودي، من خلال اسلوب الكتابة البعيدة كل البعد عن ابجديات مهنة الصحافة، كما ان ادعاء الموقع بان المستشفى "أنشئ بجهد شعبي تقديراً لذكرى الرئيس الراحل(صدام)" كذا! هو محاولة لجلب العداوة للمغرب ولشعبه وهو ما بدأ يتضح من خلال تعليقات بعض مرتادي موقع "التويتر"، خاصة منهم من لا يستطيع تفكيك الاخبار المتداولة على الانترنيت، والحال ان قليلا من التأني يمكن ان يفند ادعاءات الموقع السعودي الذي نظن أنه كان مجرد وسيط أكل "التوم" بفمه لحساب جهات معادية للمغرب..
العبارات المكتوبة فوق صورة صدام حسين لا تستعمل في المغرب وعلى من يشك في ذلك أن يراجع ما يُكتب على واجهات مستشفياتنا ومؤسساتنا العمومية وهل سيجد يوما عبارة "مديرية مستشفى (كذا) المركزي"، كما ان بحثا قمنا به لمعرفة حقيقة الصور المرفقة بالخبر الزائف، كشف لنا أن الامر يتعلق بصور مخدومة عن طريق "الفوطوشوب". وحسب تحليل الصور بالاعتماد على خاصياتها الرقمية توصلنا إلى انها كلها معدلة(مفبركة) عن طريق الفوطوشوب، حيث ان برنامج تحليل الصور خلص إلى نتيجة واحدة لكل الصور وهي:
ASSESSMENT: class 1: image is processed/edited "la photo a été retouchée"
الصورة المفبركة (المرجو من كل الذين تعرفوا على انفسهم في هذه الصور الاتصال بتلكسبريس لتأكيد ما ذهبنا إليه في هذا المقال)