قال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، اليوم الاثنين بمراكش، إن الأديان في حقيقتها، جاءت لترسيم الخير القائم على العدل والاعتدال وللتنافس فيه على أساس كوني لا على أساس التناحر الطائفي. وأضاف التوفيق، في كلمة تأطيرية خلال جلسة عامة في إطار مؤتمر حول "الأقليات الدينية في الديار الإسلامية ..الإطار الشرعي والدعوة إلى المبادرة" ينظم تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مدى ثلاثة أيام، أن العالم اليوم جرب في مسيرته المعاصرة أنماط عيش وأنماط سلوك وتفكير، لكنه يواجه أزمات تهدده وقد تدفع بالإنسان، على نطاق واسع، إلى الاهتمام من جديد بمعنى الحياة ومعنى الوجود.
واستطرد قائلا إن "الإنسان سيحتاج في اهتمامه المتجدد هذا إلى معونة الأديان لكي تقدم له جوابها مصحوبا ببرهان"، مبرزا أنه لن يكون للأديان برهان إلا إذا ابتعدت في ما بينها عن التنافر والعدوان.
وسجل الوزير، من جانب آخر، أن "العلماء يعولون إلى جانب السياسيين، على استعمال قدرتهم كوعاظ في تقوية الوازع من أجل كسب الجمهور الواسع من المسلمين لاستخدام صوتهم الشرعي والمشروع لكسب رهان قضية حقوق الأقليات".
كما أن العلماء والسياسيين، يقول التوفيق، يعولون على أمر ثان، يتعلق بكسب تعبئة الإعلاميين حول حقيقة أساسية بينتها الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمشاركين في هذا المؤتمر، والمتجلية في أنه لا يجوز لأحد أن يدعي أن الدين يجيز له أن يمس بحقوق الأقليات الدينية في بلاد الأغلبية الإسلامية.
وأكد، في هذا السياق، أن العلماء هم المعنيون بتأويل النصوص والمطالبون بتصحيح المفاهيم بالنظر لمكانتهم ودورهم لاسيما في مسألة الحقوق، و"إن كان الناس قد اعتادوا في هذا العصر أن تبقى مناقشتها حكرا على جهات أخرى غير العلماء".
وبخصوص الأقليات المسلمة في البلدان غير المسلمة، سجل الوزير أن هذه الفئة "تتفاوت في التمتع بالحقوق بحسب البلدان، من الإنكار التام للحقوق إلى الحياد إلى درجات متفاوتة من التمكين حتى في إطار التساوي في الحقوق المدنية التي تكفلها المواطنة في بعض البلدان".