ينتظر أن يبدأ، بعد أيام معدودات، العمل بالقاعدة العسكرية البحرية القصر الصغير، التابعة ترابيا لعمالة الفحص أنجرة على بعد 30 كيلومترا عن مدينة طنجة، والتي أصبحت جاهزة من الناحية اللوجيستيكية والتقنية لاستقبال الفرقاطات والسفن والبوارج البحرية.. وستتمكن القاعدة الجديدة، حسب ما أوردته العديد من المصادر، من استقبال مجموعة من الفرقاطات الكبيرة والمتطورة منها الفرقاطة التي تحمل اسم محمد السادس وهي من نوع فريم المتخصصة في مراقبة الغواصات، وفرقاطة سيغنا الهولندية.. كما ستمكن القاعدة من مباشرة مهمة مراقبة التحركات العسكرية بمضيق جبل طارق، بعد سنوات من الاحتكار البريطاني والإسباني للمدخل الغربي للبحر الأبيض المتوسط.
وكانت أشغال بناء القاعدة العسكرية البحرية، قد انطلقت منذ ثماني سنوات، بعدما قام جلالة الملك محمد السادس بوضع الحجر الأساس للمشروع. كما أن أفرادا من القوات البحرية الملكية المغربية استقرت في القاعدة نهاية سنة 2012.
وتعد هذه القاعدة العسكرية الأكبر من نوعها في المغرب مقارنة مع باقي القواعد البحرية الأخرى، وستوفر للمغرب وجودا استراتيجيا في مضيق جبل طارق، بعدما ظل هذا الوجود محدودا للغاية، وظل حكرا على كل من بريطانيا وإسبانيا العضوان في حلف الشمال الأطلسي.
وسيمكن إحداث القاعدة المذكورة المغرب من تقوية بنياته التحتية وتجهيزاته الأساسية في المجال العسكري، والأمني والاستخباراتي وتأمين الحدود البحرية وحتى الجوية والبرية، بموازاة ما عرفته القوات البحرية الملكية من عصرنة وتحديث كبيرين في الآونة الأخيرة مما يسمح لها بالقيام بدور كبير على مستوى مراقبة كل من مضيق جبل طارق وشرق البحر الأبيض المتوسط ، وكذا منطقة الساحل جنوب الصحراء وغرب إفريقيا.
يشار أن قرار المغرب سنة 2007 بإحداث قاعدة عسكرية بالقصر الصغير، أثار حينها قلق وحنق القيادة العسكرية الإسبانية، التي رأى قادتها أن هذه الخطوة تعتبر تحولا جديدا في الاستراتيجية العسكرية في مضيق جبل طارق، مما جعلهم يقررون تشييد قاعدة عسكرية مماثلة بمدينة سبتةالمحتلة، قبل أن يتراجعوا عن الفكرة بسبب التكلفة الباهضة للمشروع، وانخفاض الميزانية العسكرية الإسبانية بسبب الأزمة المالية التي عرفتها البلاد.
وتجري كل من القوات البريطانية والإسبانية بين الفينة والأخرى مناورات عسكرية بحرية وجوية بمضيق جبل طارق، كما أن المغرب تربطه اتفاقية عسكرية مع بريطانيا، تنص مضامينها على توفير المغرب لفضاءات في منطقتي الصحراء والأطلس تخصص لإجراء مناورات وتدريبات وتمرينات للقوات البريطانية، لاسيما قوات الكوماندو، إضافة إلى السماح للطائرات العسكرية البريطانية وخاصة من نوع طورنادو وهاوك بالتحليق في الأجواء المغربية الشمالية، بينما تستفيد القوات المغربية من تكوين بريطاني لقوات المشاة وخاصة فيما يتعلق باستعمال الأسلحة المتطورة الحديثة.