بيان صحفي بريطانيا وإسبانيا تتصارعان السيادة على جبل طارق، والمغرب يغط في نوم عميق! بدأت الثلاثاء 13/08/2013 السفن الحربية البريطانية في التوجه إلى البحر المتوسط، لإجراء مناورات بحرية سترسو فيها الفرقاطة "اتش ام اس وستمنستر" في جبل طارق. وهي واحدة من أربع سفن ستشارك في تدريبات «كوغار 13» في المتوسط والخليج والتي ستدوم لأربعة أشهر. وقد اعتادت بريطانيا إجراء مناورات عسكرية بمضيق جبل طارق كانت دوما تثير حنق واحتجاج إسبانيا بسبب صراع السيادة على جبل طارق. تأتي هذه المناورات أيضا، في أجواء من تصاعد الخلاف بين بريطانيا وإسبانيا بشأن جبل طارق، وذلك بعد إقدام سلطات الجبل بإلقاء صخور في أحد شواطئ الجزيرة الخضراء، بهدف تشجيع الحياة البحرية، فاستغلت إسبانيا الأمر بحجة الدفاع عن الصيادين الإسبان لإثارة موضوع جبل طارق من جديد حيث قامت بتشديد إجراءات المراقبة على الحدود بحجة أن جبل طارق ليس عضوا بمجال شينغن شأنه شأن بريطانيا، ثم ردا على استدعاء الخارجية البريطانية للسفير الإسباني رفعت إسبانيا من حرارة الصراع إذ أعلن وزير الخارجية الإسباني نية بلاده فرض ضريبة بقيمة 50 يورو على كل شخص يعبر الحدود من منطقة جبل طارق إلى إسبانيا، وهدد بإغلاق المجال الجوي لبلاده أمام كافة الرحلات الجوية المتجهة إلى جبل طارق، وبفرض ضرائب على أملاك سكان المنطقة داخل المناطق الإسبانية. وبلغ الخلاف حدته الاثنين بقول المتحدث باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أن الإجراء الإسباني له دوافع سياسية ويعد خطوة غير مسبوقة وأن بريطانيا تدرس ملاحقة إسبانيا قانونيا، فكان الرد الإسباني فورا بالتهديد بإحالة القضية إلى الأممالمتحدة. لا يصدق عاقل أنه لأجل صخور ألقيت في البحر ستلجأ إسبانيا للأمم المتحدة، لكنها الذريعة التي امتطتها لتعيد قضية جبل طارق المستعمرة البريطانية المتمتعة بحكم ذاتي لأوج الصدارة، وذلك بتزامن مع المناورات البريطانية التي اعتادت على القيام بها تأكيدا منها على عظمة بريطانيا وعلى الحرص البريطاني عن عدم التنازل عن جبل طارق ذي الأهمية الإستراتيجية والعسكرية والاستخباراتية، فجزء كبير منه قاعدة عسكرية بحرية وجوية بريطانية وبه قاعدة استخباراتية وله وضع دولي يمكن من عبور أجوائه ومياهه دون إذن من إسبانيا والمغرب، وهو نقطة مراقبة للملاحة الدولية، وفي جنوبه تقع البلاد الإسلامية من شمال أفريقيا التي يعتبرها الغرب منطقة غير مستقرة تشكل خطرا عليه مما يستدعي وجود قواته بالقرب منها للتدخل، ففي ماي الماضي أرسلت أمريكا وحدة التدخل السريع بشمال أفريقيا إلى قاعدة "مورون" الجوية بجنوب إسبانيا لتكون قريبة من مناطق التدخل بأفريقيا إذا تلقت الأمر بذلك. يقع كل هذا والمغرب يغطّ في نوم عميق ولا يعير أي اهتمام لأمن المغرب ومصالحه، وكأن بريطانيا وإسبانيا لا تتصارعان السيطرة على نقطة إستراتيجية للتجسس على المغرب والمنطقة والتحكم في الدخول والخروج للبحر الأبيض المتوسط واتخاذ هذه النقطة منطلقا للتدخل العسكري بجنوب المتوسط وكأن المغرب لا يقع على مرمى البصر من جبل طارق. لقد كان المغرب دوما واقفا إلى جانب بريطانيا في صراعها مع إسبانيا، ففي السنة الماضية 2012 أجرت القوات البريطانية مناورات بمضيق جبل طارق بمساعدة المغرب حيث أذن لها باستعمال مجاله الجوي مما مكن الطائرات البريطانية من التحليق في كامل المضيق. وكلما أثارت إسبانيا مسألة سيادتها على جبل طارق وطالبت باسترجاعه نجد المغرب يحرك ملف احتلال إسبانيالسبتة ومليلية والجزر المغربية مما يضعف الموقف الإسباني بإظهار إسبانيا أمام المجتمع الدولي كدولة محتلة ويربط الحل بجبل طارق بتصفية احتلال المدن والجزر المغربية فيصبح الملف الإسباني البريطاني ذا ثلاثة أطراف إسباني مغربي بريطاني. فمثلا في سنة 2002 ساهم المغرب في إفشال اتفاق للسيادة المشتركة على جبل طارق بين إسبانيا وبريطانيا بإنزاله لقوات مغربية في 11/07/2002 على جزيرة ليلى في تحرك غير متوقع وغير مسبوق جعل إسبانيا تحرك بوارجها الحربية في اتجاه المنطقة وتتدخل عسكريا لإخلاء الجزيرة من الجنود المغاربة مما دفع بالمغرب إلى توجيه رسالة إلى مجلس الأمن بهذا الخصوص والتذكير على مطالب المغرب بشأن سبتة ومليلية وبقية الجزر. وقد كان لهذا الحدث الأثر البالغ في تقوية الموقف البريطاني في مفاوضاته مع إسبانيا حول السيادة المشتركة على جبل طارق. لكن المواقف الإسبانية هذه المرة تتصاعد حدتها في تحرر تام من أي تشويش مغربي، مما يذكرنا بالتعهد الذي قدمه في أبريل الماضي يوسف العمراني، الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون المغربي لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني، خوصي مانويل غارسيا ماغايو بأن لا يثير المغرب أيَّ نقاشٍ حول وضع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. كما أن القصر المغربي ما زالت تطارده الورطة التي وضع فيها ملك إسبانيا ملك المغرب بطلبه العفو عن مجموعة من السجناء الإسبان، كان من بينهم وحشٌ بشريٌّ متهمٌ باغتصاب 11 طفلا، وهو الطلب الذي لباه الملك محمد السادس فأثار موجة سخط في المغرب، وهز هزا بليغا صورة الملك داخليا وخارجيا. أيها المسلمون في المغرب، هكذا تدافع إسبانيا عن سيادتها على جبل طارق وهكذا يسكت المغرب على احتلال إسبانيالسبتة ومليلية والجزر المغربية ولا يبدي أي اهتمام بالدفاع عن المصالح الحيوية للمغرب. فالمغرب في سياق الخلاف الإسباني البريطاني هذه المرة أضاف لسكوته عن وجود قاعدة عسكرية استخباراتية تهدد أمنه وتتجسس عليه، السكوت عن المطالبة بتحرير سبتة ومليلية والجزر المحتلة. إن اسم جبل طارق يخلد لفتح القائد المسلم طارق بن زياد لبلاد الأندلس وسيبقى اسمه شاهدا على أن جبل طارق والأندلس بلاد إسلامية عاشت مستظلة بنور الإسلام لثمانية قرون ويذكرنا بأن صراع السيادة عليه يجب أن لا يغيب عنا ويطالبنا برفع راية الإسلام عليه بدل راية إسبانيا أو بريطانيا. وإن دولة الخلافة هي وحدها القادرة على الدفاع عن مصالح المسلمين وحماية أمنهم وتحرير أراضيهم وإغلاق القواعد العسكرية التجسسية للدول الاستعمارية في بلادهم وعلى حدودهم. عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ". المكتب الإعلامي لحزب التحرير في المغرب