د. خديجة حسني تختلف الرغبة الجنسية من رجل لآخر و من امرأة لأخرى كما أنها تختلف باختلاف الجنس، فبالنسبة للرجال تكون على أشدها في سن المراهقة و تنحدر بشكل تدريجى بطئ مع التقدم في السن، دون أن تنطفئ وتكون الاستجابة عند الشيوخ أبطأ منها لدى الشباب عموماً كما أن العملية الجنسية أطول .. أما عند النساء فتتقلب شدة الرغبة الجنسية مع الدورة الحيضية للمرأة، وتكون على أشدها، عند معظم النساء، بعد انتهاء الطمث مباشرة ، و تبقى النساء على استعداد لتقبل الجنس إذا توافرت الظروف الزوجية طوال العمر .
وبالرغم من الجدل القائم حول هذا الموضوع، فإنه لا زال من المؤكد أن الرجال أكثر رغبة في ممارسة الجنس من النساء، إلا أن السؤال الأهم هو:
ما هي الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الرغبة الجنسية عند كلا الجنسين؟ إن الرغبة الجنسية هي عبارة عن مزيج من عوامل نفسية و رواسب التربية و النشأة بالإضافة إلى الظروف التي نعيشها في الوقت الحاضر والتي تتسم بالتوتر والسرعة وعدم الاستقرار.
وبالرغم من أن ارتفاع نسب هرمون "التيستوستيرون" عند الذكور يجعلهم من الناحية النظرية أكثر رغبة في ممارسة الجنس، فإن دخول عوامل أخرى في تكوين الرغبة الجنسية، يجعل المرأة تساوي الرجل أو تتفوق عليه أحيانا في الرغبة الجنسية.
ويكاد يكون هناك إجماع، على أن ضغوط العمل أو الضغوط العائلية تشكل عامل خافض للرغبة الجنسية عند الجنسين، إلا أن التوقعات التي نعلقها على حياتنا الجنسية، لها أثر فى ارتفاع أو انخفاض الرغبة الجنسية.
إن تخيل الطرفان بأن العملية الجنسية يجب أن تصل إلى حد الكمال و وتوقعهما الوصول إلى الذروة الجنسية في كل مرة يمارسان فيها الجنس و التوقع من الرجل أن يكون جاهزاً لممارسة الجنس في أي لحظة، كلها أمور، تضع ضغوطاً غير ضرورية على الزوجين، مما يؤدى إلى انخفاض الشهوة الجنسية.
أما الحقيقة الأخرى، فتتجلى في كون الرغبة الجنسية عند الإنسان، غير ثابتة، فهي تختلف باختلاف العوامل النفسية و الجسدية، فهناك الكثير من العوامل التي تؤثر على النشاط الجنسي، مثل القلق و الاكتئاب و المشاكل الزوجية، كما أن هناك بعض الظروف الصحية التي تؤثر سلباً على الحياة الجنسية مثل السكر أو حتى السمنة المفرطة. ويتضح أن النساء هن أكثر إظهاراً لمشاكلهن الجنسية، و ذلك بسبب كبرياء الرجل في إظهار مشاكله الجنسية، وتشير الإحصائيات إلى أن النساء هن أكثر مراجعة للأطباء بخصوص المشاكل الجنسية، لكن الحقيقة الأخرى هي أن النساء يعانين اختلالا أكبر في الهرمونات، و هن أكثر عرضة للإصابة ب"الأنيميا" بسبب فقدانهن الكثير من الحديد، بسبب الدورة الشهرية مما يؤدى إلى شعورهن بانخفاض الرغبة في ممارسة الجنس.