بعد المسيرة الوطنية التي نُظمت يوم الاحد المنصرم، عادت المركزيات النقابية الاربع (الاتحاد المغربي للشغل، والكنفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب والفيدرالية الديمقراطية للشغل-جناح العزوزي) لتتوعد بنكيران وحكومته ب "خميس أسود"، في إشارة إلى الإضراب العام المقرر منتصف الأسبوع المقبل، حيث استنفرت المركزيات قواعدها من أجل الرد المناسب على اتهامها من قبل حزب العدالة والتنمية ب"العمل في سوق النخاسة".. وأوردت يومية الصباح، في خبر لها ضمن عدد نهاية الأسبوع، قول الميلودي المخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، بأن من تقاليد مركزيته ألا تلتفت إلى خطابات المزايدات السياسية، مشددا على أنه ليست هناك نخاسة أكثر من استخدام العمال في حملة انتخابية سابقة لأوانها، وذلك ردا على ما تضمنته افتتاحية الموقع الرسمي للبيجيدي من اتهامات للمركزيات النقابية بأنها تتاجر بالملفات الاجتماعية في سوق النخاسة السياسي.
وأضاف المخارق، حسب ذات اليومية، أن حكومة بنكيران حطمت كل الأرقام القياسية في مصادرة حقوق العمال، إذ تضاعفت أعداد المطرودين تعسفا في الولاية الحكومية الحالية، ضاربا المثال في ذلك بما يقع في طنجة، حيث شردت إحدى الشركات 140 عاملا انتقاما منهم بسبب تأسيس مكتب نقابي تابع للاتحاد المغربي للشغل، وذلك في تجاهل غير مسبوق للحكومة والسلطات المحلية، علما أن النقابة راسلت رئاسة الحكومة ووزارة التشغيل وولاية الجهة.
من جهته كشف عبد القادر الزاير، نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، لذات اليومية أن بنكيران يفتخر أمام المستثمرين وفي الملتقيات الاقتصادية الدولية أن لديه في المغرب أرخص يد عاملة في العالم، منددا بالوضع العمالي جراء الحرب التي تشنها الحكومة على مسألة الانتماء النقابي، واعتبر الزاير أن جميع العمال المغاربة مهددون بالطرد في كل وقت، لأن الحكومة تشجع على ذلك من خلال التصدي لحرية الانتماء النقابي، محذرا من خطورة تدني الأجور التي لم تعد تكفي لتغطية مصاريف الحد الأدنى من الحياة.
وسجلت افتتاحية موقع البيجيدي، تقول ذات الجريدة، أن النقابات منيت بهزيمة مدوية وخيبة أمل كبيرة جراء عدم تفاعل الطبقة العاملة مع نداءاتها المتكررة للخروج للشارع ودعوتها للإضرابات العامة ومقاطعتها الأخيرة لاحتفالات عيد العمال، متهمة إياها بالمراهنة على شل حركة البلاد وخلق أزمة "تعين في جني الثمرة الكبرى التي ليست شيئا آخر غير تصفية الحساب مع الحكومة وإسقاطها، ما دام أن أغلب تلك النقابات موصول وموثوق العرى مع تيارات سياسية لم تستطع أن تهضم هزائمها المتكررة في السياسة وفي مواقع النزال الديمقراطي وعند اختبار الشعبية وقياس الامتداد المجتمعي".
يشار إلى ان المركزيات النقابية الاربع، ستنظم قبل الإضراب العام ليوم الخميس، وقفة عمالية يوم الثلاثاء المقبل، بملتقى شارع الأمير مولاي عبد الله وزنقة فرحات حشاد بالبيضاء، حيث دعت كافة المسؤولين النقابيين ومناديب العمال للحضور لتخليد ذكرى الشهيد النقابي التونسي فرحات حشاد.