شعب بريس- وكالات ابلغ الرئيس الأميركي باراك اوباما نظيره الروسي ديمتري مدفيديف الاثنين أن بلاده مستعدة لدعم مفاوضات تؤدي إلى انتقال ديموقراطي في ليبيا، شرط أن يتنحى الزعيم معمر القذافي عن السلطة.
وقال بيان للبيت الأبيض انه خلال اتصال هاتفي "شكر الرئيس اوباما للرئيس مدفيديف جهود الوساطة التي تبذلها روسيا في ليبيا، وشدد على استعداد الولاياتالمتحدة لدعم مفاوضات تؤدي إلى انتقال ديموقراطي في ليبيا إذا تنحى القذافي".
وتسعى روسيا لأداء دور الوسيط في النزاع في ليبيا، وأكدت أنها تختلف مع تفسير حلف شمال الأطلسي (الناتو) لبنود قرار مجلس الأمن رقم 1973.
ولم تستعمل موسكو حق النقض في مجلس الأمن في فبراير الماضي لكنها امتنعت عن التصويت على هذا القرار الذي سمح لقوات الناتو بالتدخل ضد نظام العقيد القذافي باسم حماية المدنيين. من جهة أخرى، أقرت فرنسا أنها تقوم بتمرير "رسائل" إلى نظام القذافي "لكن لا توجد مفاوضات مباشرة" بين الجانبين، على عكس ما أعلن نجل القذافي.
وكان سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي، قال في مقابلة نشرتها صحيفة الخبر الجزائرية: "الحقيقة هي أننا نجري المفاوضات الحقيقية مع فرنسا وليس مع الخوارج والمتمردين الذين خرجوا عن ولي الأمر وعلى الملة".
ومضى قائلا إن "الفرنسيين ابلغونا رسميا بأنهم يريدون تشكيل حكومة انتقالية في ليبيا وتشكلها فرنسا طبعا، وساركوزي قال لمبعوث ليبي: أنا لدي قائمة وهؤلاء هم رجال فرنسا".
ورد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الاثنين بان "فرنسا تؤيد حلا سياسيا كما كررت دائما. لا توجد مفاوضات مباشرة بين فرنسا ونظام القذافي لكننا نمرر له رسائل، فيما نتصل مع المجلس الوطني الانتقالي وحلفائنا".
وأضاف الناطق أن "هذه الرسائل بسيطة ولا لبس فيها" وأي حل سياسي "يمر عبر انسحاب القذافي من السلطة وتخليه عن كل دور سياسي".
إلا أن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه لمح إلى أن القذافي قد يبقى في طرابلس بعد وقف إطلاق النار وبدء الحوار.
وقال لونغيه في برنامج إذاعي وتلفزيوني على محطتي "بي اف ام تي في" وراديو مونتي كارلو: "سنوقف القصف ما إن يتحدث الليبيون مع بعضهم ويعود العسكريون من كل الأطراف إلى ثكناتهم، بما أننا برهنا على انه لا يوجد حل بالقوة".
وأعرب وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه الاثنين في نواكشوط عن انه يرغب في عقد اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا في بلد إفريقي، بعد اجتماع اسطنبول في 15 يوليوز ، وذلك "لتأكيد مشاركة إفريقيا في العملية" الرامية إلى إزاحة القذافي من السلطة.
وفي نيويورك، استبعد موفد الأممالمتحدة إلى ليبيا عبد الإله الخطيب حلا سياسيا قريبا في ليبيا، وقال إن "عملية التفاوض بدأت، ولكن للأسف فان مسار إيجاد حل لا يزال طويلا جدا".
وميدانيا، يواجه هجوم قوات المعارضة باتجاه طرابلس مقاومة من القوات الموالية للقذافي.
إذ شن المعارضون من الجنوب الغربي هجوما الاثنين على بعد 20 كلم تقريبا من خط الجبهة، فيما أطلق أنصار القذافي عددا من القذائف منذ الفجر، حسب ما ذكر مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.
ونقلت الوكالة عن وائل براشن، الذي يقود مجموعة صغيرة من مسلحي المعارضة في قوالش، قوله أن مقاتلي المعارضة "شنوا هجوما بعد منتصف الليل في جبل زارات قرب ككله" التي تبعد 15 كلم شمال قوالش.
وقال المسؤول في مركز "مفتوح" لوسائل الإعلام في ككله: "استغرقت المعركة أربع ساعات" ولم توقع ضحايا.
ويستهدف مقاتلو المعارضة في هجومهم بلدة السبعة على بعد 17 كلم من الجبهة، وهي البلدة الأخيرة قبل غريان التي تعتبر مدخلا استراتيجيا إلى طرابلس.
وبعد أسابيع من الجمود في النزاع شن مقاتلو المعارضة هجوما في 6 يوليوز من الجبال جنوب غرب طرابلس وسيطروا على قوالش، كما هجموا على الساحل متقدمين إلى وسط زليطن على بعد 150 كلم شرق طرابلس.
وقتل أربعة من المعارضة وأصيب 22 بجروح ليلة الأحد/الاثنين في معارك في أحياء زليطن على بعد كيلومترات من وسط المدينة.