من المفترض أن يكون رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الروسي ميخائيل مارغيلوف قد توجه مساء أمس الاثنين إلى مدينة بنغازي الليبية بصفته مبعوثاً خاصاً للرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف للقاء قادة المجلس الوطني الانتقالي الليبي. وقال مارغيلوف في تصريح لوكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» إنه يعتزم لقاء كل من «رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي» مصطفى عبد الجليل و»مسؤول الشؤون العسكرية» عمر الحريري و»مسؤول الشؤون السياسية» محمد جبريل» في بنغازي. وأكد الحرص «على العلاقات مع ليبيا والشعب الليبي»، مشيراً إلى أن «الرئيس الروسي يؤيد سيادة واستقلال ليبيا ووحدة أراضيها». ولفت إلى أن المجتمع الدولي عامة والعالم العربي وإفريقيا خاصة تريد أن تحافظ ليبيا على وحدة أراضيها وتكون ديمقراطية. وأعرب مارغيلوف عن ثقته بأن الليبيين قادرون على حل مشاكلهم وبناء مستقبلهم بأنفسهم، مشيراً إلى أن نزاعاً مسلحاً طال أمده يعرض الوضع الإنساني في ليبيا والدول المجاورة التي تستقبل اللاجئين الليبيين للمزيد من السوء الأمر الذي يهدد بزلزلة الأوضاع في المنطقة. وعن مهمته قال مارغيلوف إن محادثاته في ليبيا ستتناول ما يمكن اتباعه من سبل لحل النزاع في ليبيا ومنع وقوع كارثة إنسانية. وكانت روسيا واحدة من الدول الخمس التي امتنعت عن التصويت على القرار 1973 الذي أقر في 17 مارس الماضي ومكن الحلف الأطلسي من التدخل لحماية المدنيين الليبيين من بطش كتائب القذافي. لكن روسيا غيرت مواقفها مؤخراً ودعت، خلال قمة مجموعة الثماني التي عقدت بفرنسا، القذافي إلى التخلي عن السلطة، وأكد ميدفيديف استعداد بلاده للتوسط لحل الأزمة الليبية وإرسال موفدين إلى بنغازي وطرابلس. وفي سياق ذي صلة، طالب الرئيس الأميركي باراك أوباما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتقديم دعم أكثر فعالية لجهود تغيير السلطة في ليبيا. في حين دعا وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ المعارضة الليبية للاستعداد لما بعد العقيد معمر القذافي. وقال أوباما في مقابلة مع صحيفة تاغسبيغل الألمانية التي صدرت أمس الاثنين «أتطلع إلى النقاش مع المستشارة حول كيفية بذل المزيد من الجهود المشتركة حتى يتسم رد فعلنا على التغيرات في المنطقة بما فيها ليبيا بفاعلية أكبر». وفي الوقت نفسه أثنى أوباما على قيام ألمانيا بتقديم دعم غير مباشر لعملية حلف شمال الأطلسي الحالية في ليبيا، مشيرا إلى أن الشعوب في مصر وليبيا والدول الأخرى في شمال أفريقيا تستحق المساعدة الحازمة من ألمانياوالولاياتالمتحدة. واستدل أوباما على رأيه بتصريح للمستشارة قالت فيه «الحرية لا تأتي من تلقاء نفسها بل لابد على المرء أن يكافح كل يوم من أجل الحرية ويدافع عنها من جديد». يذكر أن امتناع ألمانيا عن التصويت على قرار مجلس الأمن الخاص بليبيا أثار نوعا من الاستغراب في الولاياتالمتحدة.