التقى ممثلان عن المجلس الوطني الليبي مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، في مسعى للمعارضة الليبية لتحقيق اعتراف دولي أكبر بها، وذلك في وقت دعا فيه سيناتور أميركي بارز إلى التواصل مع أي مسؤول ليبي -خاصة المقربين من العقيد معمر القذافي- لحمل العقيد الليبي على ترك السلطة. وقال مسؤول أوروبي إن رئيس لجنة الأزمة في المجلس الوطني الليبي، محمود جبريل، ووزير خارجية الهيئة علي العيساوي، اجتمعا بآشتون بستراسبورغ، في لقاء «جرى في جو جيد» حسب متحدث باسم آشتون. وأضاف المتحدث أن آشتون «ستدرس ما قالا ، وسوف تستمر في الحوار معهما»، لكن مسؤولي الاتحاد الأوروبي شددوا على أن اللقاء لا يمثل مساندة للرجلين أو للمجلس الليبي المعارض حتى في ظل مطالبة أوروبا علنًا بتنحي القذافي. ووفق المتحدث باسم آشتون، كان المسؤولان الليبيان في ستراسبورغ ، وهما من طلب الاجتماع بآشتون التي هي «سعيدة للغاية بلقائها في إطار إستراتيجيتها لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات والحقائق» التي تبقى ضئيلة في ما يتعلق بالشأن الليبي، حسب قول المتحدث. وقال متحدث أوروبي إن من المبكر الحكم على ماهية تفويض الرجلين، لكنه وصفهما بأنهما «شخصيتان بارزتان». وعمل جبريل في مشروع إقامة دولة ديمقراطية والعيساوي سفيرا في الهند قبل أن ينشقا الشهر الماضي عن القذافي، ويصبحا عضوين في المجلس الوطني الليبي الذي يقوده وزير العدل المستقيل، مصطفى عبد الجليل. ووجهت الدعوة إليهما كتلة الأحرار، وهي تجمع سياسي كبير في البرلمان الأوروبي، حيث ألقى الرجلان كلمة ، أمس الأربعاء ، بالتزامن مع جهود أوروبية للاتصال بالمعارضة الليبية الناشئة. وتحدث دبلوماسي أوروبي عن ترتيبات فرنسية لعقد لقاء بين الرجلين، ووزير خارجية فرنسا آلان جوبي . وقال جبريل لكتلة الأحرار إن أفضل طريق يمكن للاتحاد الأوروبي بها مساعدة المعارضة هو «الاعتراف بالمجلس الوطني بوصفه الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي»، وحث على مساندة النضال المسلح. ودعا مجددا إلى منطقة حظر طيران، لكنه أضاف أن المعارضة لا تريد تدخلا بريا أجنبيا. وحسب متحدث باسم كتلة الأحرار، يلتقي جبريل والعيساوي، اليوم الخميس، بعض وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على هامش اجتماع يبحث في بروكسل أزمة ليبيا التي ستكون أيضا في صلب لقاء في العاصمة البلجيكية لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي. وتأتي اللقاءات في وقت دعا فيه السيناتور الجمهوري الأميركي البارز، جون ماكين، إلى التواصل مع أقرب مساعدي القذافي وتأليبهم عليه باعتباره أفضل وسيلة لحمل القائد الليبي على مغادرة السلطة. وكان ماكين ذوهو أرفع سياسي جمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ- يتحدث بواشنطن في مؤتمر صحفي مع رئيسة وزراء أستراليا الزائرة، جوليا غيلارد. وقال «علينا التواصل مع أي ليبي خاصة من دائرته (القذافي) الضيقة لينضم إلينا». وأضاف أن ما يعضد نظام القذافي شبكة من الأقارب والمساعدين المقربين، وجدد الدعوة إلى منطقة حظر جوي، وهي منطقة بحثها هاتفيا الرئيس الأميركي، باراك أوباما ، ورئيس وزراء بريطانيا ، ديفد كاميرون، اللذان جددا دعوتهما إلى القذافي ليتنحى عن السلطة. قبل هذا ، كشف وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، أن بلاده بدأت سرا الاتصال بممثلي المجلس الوطني الانتقالي الساعي إلى إسقاط نظام العقيد الليبي معمر القذافي، في حين قررت اليابان فرض عقوبات على ليبيا تتضمن تجميد أصول القذافي. وتأتي هذه الخطوة الإيطالية بعد يوم من اعتراف فرنسا بالمجلس الانتقالي في ليبيا ، وإرسال الحكومة البريطانية ما وصفته ب»فريق دبلوماسي صغير» للتواصل مع الثوار. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية عن فراتيني قوله إن إيطاليا تعتقد أن الاتصال بالمعارضة الليبية هو «الحل الأفضل»، في ضوء أن ثمة «سباقا» للاجتماع بالمجلس المؤقت في بنغازي، مشيراً في هذا الصدد إلى ما وصفه ب»المحاولة» البريطانية. وقد اعتقل الثوار الفريق البريطاني، ورفض المجلس الحديث معه نظرا لطبيعة دخوله البلاد والشكوك بنواياه، وذلك قبل ترحيله. وكان وزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبي ، قد اتصل بوزير الداخلية الليبي السابق عبد الفتاح يونس العبيدي، الذي انشق عن القذافي وانضم إلى المجلس الوطني. وتشكل المجلس الوطني المؤقت ذالذي يتخذ من بنغازي مقرا له- لإدارة شؤون المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار. ويطالب المجلس من المجتمع الدولي الاعتراف به كممثل عن الشعب الليبي.