كتبت صحيفة "ذا فاينانشل إكسبريس" الهندية، اليوم الأربعاء، أن مكانة المغرب الاقتصادية في إفريقيا وعلاقاته بباقي دول المعمورة من شأنهما تعزيز موقع نيودلهي على الصعيد العالمي. وقالت الصحيفة في مقال بمناسبة انعقاد القمة الثالثة لمنتدى الهند-إفريقيا "إذا تمكنت الهند من الاستفادة من القمة من أجل تهييئ الأرضية لتقوية علاقاتها مع المغرب، فإن بإمكان الدولة الشمال إفريقية التموقع كصلة وصل نموذجية بين الهند وإفريقيا الفرنكوفونية، فضلا عن دول أوروبية أخرى".
واستنادا إلى مسؤولين كبار هنود، كشفت الصحيفة أن نيودلهي تنكب على بحث سبل توسيع حضورها في أسواق الطاقة والبنية التحتية والابتكار والتكنولوجيا على الصعيد الدولي، لافتة إلى أن المغرب يحتل مرتبة متقدمة في هذه الميادين بالقارة السمراء.
وأضافت أن تقارير متعددة تشير إلى أن المغرب ضاعف خلال السنوات ال15 الماضية نجاحاته في مجالات صناعة الطيران والسيارات والتحول نحو الاقتصاد الأخضر.
وأكدت أن كل هذه المؤهلات فضلا عن موقع المغرب كجسر بين أوروبا وآسيا وإفريقيا والقارة الأمريكية تجعل من المملكة منصة نموذجية للمستثمرين الهنود.
وسجلت في هذا المجال الشراكة الناجحة بين المجمع الشريف للفوسفاط، أكبر مصدر للفوسفاط في العالم، وشركة "تاتا كيميكلز آند تشامبل فيرتيلايزرس"، موضحة، في هذا الصدد، أن الهند تستورد خمسة ملايين طن من الفوسفاط الخام سنويا، 20 في المائة منها قادمة من المغرب.
من جهة أخرى، سلطت اليومية الاقتصادية الضوء على العلاقات التجارية بين الهند والمغرب، مشيرة إلى أن المبادلات بين البلدين لم تنفك تتطور على مدى السنوات الماضية لتبلغ 1,36 مليار دولار.
وأضافت أن صادرات الهند نحو المغرب تصل إلى 500 مليون دولار، فيما تبلغ قيمة وارداتها من المملكة 855,8 مليون دولار، موضحة أن الميزان التجاري ظل دائما لصالح المغرب.
وتعرف القمة الهندية-الإفريقية، المنعقدة من 26 إلى 29 أكتوبر الجاري تحت شعار "شركاء في التقدم: نحو جدول أعمال إنمائي فارق وفعال"، مشاركة أزيد من 50 دولة إفريقية.
وتشكل هذه القمة فرصة أمام مسؤولي البلدان المشاركة لرسم خارطة طريق مستقبلية تأخذ بعين الاعتبار التحولات والرهانات السياسية والاقتصادية والمناخية والتكنولوجية.