نشرت صحيفة "نوفيه إزفيستيا" الروسية مقالا يتعلق بالبنية التحتية للنفط في "الدولة الإسلامية" وفشل الائتلاف الغربي في تدميرها. ورغم الهجمات الصاروخية التي تنفذها طائرات الائتلاف الغربي، إلا ان تنظيم "داعش" لم يستسلم. وتستمر هذه المنظمة المحظورة في روسيا وفي بلدان أخرى في الصمود بوجه اعدائها على عدة جبهات في العراقوسوريا. ومن أهم أهم اسباب هذا الصمود هو تجارة النفط غير المشروعة.
يمكن ان نسمع دائما انه يكفي لتدمير "الدولة الإسلامية" تقويض مصادر تمويلها. ولكن حسب موقع قطاع الطاقة فان هذا غير ممكن. وحسب معطيات صحيفة Financial Times فإنه بعد مضي أكثر من سنة على الهجمات الجوية التي تقوم بها طائرات الائتلاف، تستخرج "الدولة الإسلامية" بين 30 – 40 ألف برميل نفط يوميا، وهذا يعطيها ما يقارب 1.5 مليون دولار كل يوم.
وبالطبع، فان حقول النفط الرئيسية التي تسيطر عليها "الدولة الإسلامية" منذ أكثر من سنة، معروفة وتقع شرق سوريا وفي محافظة كركوك شمال شرق العراق، حيث كانت قد أعدت كوادر هندسية وفنية للعمل في هذه الحقول.
لذلك ليس غريبا ان تبيع "الدولة الإسلامية" النفط الذي تستخرجه بسعر يعادل نصف سعره في السوق العالمية. وتنظم عمليات الاستخراج والتسويق وزارة النفط، التي تستخدم الكوادر وتدفع لهم مرتبات شهرية مقابل عملهم. تشبه وزارة النفط في "الدولة الإسلامية" شركة نفط متوسطة الحجم، والفرق الوحيد بينهما، هو ان هذه الوزارة تدفع مرتبات عالية من جانب ومن جانب آخر تستخدم "الاقناع" أي القوة.
هناك شبكة واسعة من زبائن نفط "الدولة الإسلامية" وخاصة على الأراضي التركية، حيث يقفون في طوابير طويلة لشراء النفط بهذا السعر المنخفض. وحسب صحيفة Financial Times فانه حتى "المعارضة المعتدلة" تشتري النفط من "الدولة الإسلامية" لعدم وجود مصادر أخرى للحصول عليه.
يقول فلاديمير سوتنيكوف، الباحث الأقدم في مركز الأمن الدولي، ان"المشكلة تكمن في ان بعض المشتركين في الائتلاف الغربي، كتركيا مثلا، ينتهجون سياسة الكيل بمكيالين، فمن جانب يقاتلون "الدولة الإسلامية"، ومن جانب آخر يدعمونها من خلال شراء النفط الذي تستخرجه. لذلك يبدو أن هذا هو السبب الرئيسي لعدم تدمير البنية التحتية للنفط في "الدولة الإسلامية" حتى الآن".
وتشير صحيفة Financial Times الى انه مع ذلك ستبدأ واردات "الدولة الإسلامية" من بيع النفط بالانخفاض، ولكن ليس بسبب الهجمات الجوية للائتلاف الغربي، بل بفضل الجيش العراقي الذي استعاد عددا من حقول النفط.
يتفق الخبراء على ان النفط لن يبقى المصدر الرئيسي لتمويل "الدولة الإسلامية" لفترة طويلة، ولكنه حاليا يسمح لها بالسيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في سورياوالعراق. لذلك من المحتمل أن ترفع "الدولة الإسلامية" الضرائب والرسوم على حوالي 10 ملايين إنسان في العراقوسوريا يعيشون في المناطق التي تحت سيطرتها. حاليا لا تفعل ذلك لكي لا تريد استثارتهم ضدها.