تحت عنوان براق وخادع يتم تنظيم أكبر تجمع للمشعوذين والسحرة والفلكيين في المغرب، وتحتضن مدينة إفران هذا المهرجان، في إحدى المؤسسات الكبرى تحت مسمى ملتقى أو مؤتمر للفلك، مع العلم أن هذا التخصص تحتضنه اليوم مراكز متخصصة، تهتم بحركات الشمس والقمر، ويتم استغلال هذه الدراسات لمعرفة التحولات الأسطرونومية التي تفيد في الرحلات الجوية بل تفيد حتى في الحروب. التجمع سيكون بين 5 و7 شتنبر الحالي ووكالة المغرب العربي للأنباء هي من طبلت له ونشرت إعلانا عن اشغاله المستقبلية في إفران.
لكن ما معنى أن تحتضن مدينة لا يوجد فيها مركز علمي متخصص في ميدان الفلكيات مثل هذا المهرجان أو الملتقى أو المؤتمر؟
لقد تحولت هذه المؤتمرات إلى وسائل للدعاية الرخيصة لبعض الأشخاص الذين يسمون فلكيين، وهم مجرد متعاطين للشعوذة وأعمال السحر، حيث يستغلون بعض المعارف بالنجوم وحركاتها للتأثير على نفسيات الأشخاص، ويتم تلميع صورتهم بشكل سيء للغاية، قصد استغلالهم في برامج رقمية وتلفزية تدر الملايير.
ومن القضايا المثيرة في هذا المجال، أن الصحفي القدوة أحمد منصور استقبل شخصا أمريكيا في برنامجه الشهير وقدمه على أساس أنه خبير استراتيجي وبعد البحث والتحري تبين أن الشخص المذكور ليس سوى واحد من ذوي السوابق العدلية في مجال العرافة، ويدعي دائما أنه خبير استراتيجي وعالم في الفلك.
وكثير من السحرة والمشعوذين في بلادنا أصبحوا يطبعون بطاقات زيارة "كارت فيزيت" ويضعون في خانة الوظيفة: خبير فلكي.
وحسب منظمي هذا المهرجان فإنه يروم تعزيز نشر علم الفلك بالمغرب وإبراز أهميته في الحياة اليومية والمستقبلية.
وحسب بلاغ المنظمين فإن هذه الدورة، التي يشارك فيها عدد من الفلكيين من هواة ومحترفين مغاربة ودوليين، تتميز بتنظيم مجموعة من الأنشطة المعرفية والتثقيفية والفنية من أجل التعريف بعلم الفلك والاستمتاع برصد كواكب السماء ونجومها ونشر الثقافة العلمية الموجهة بالخصوص للناشئة وشباب المنطقة.
ما معنى فلكي هاوي؟ فالفلكي المحترف هو الذي يدرس في معهد متخصص مهتم بحركة النجوم. أما الفلكي الهاوي فهو الذي يشتغل في السحر والشعوذة. كيف يمكن أن يكون الفلكي هاويا؟ فعلم الفلك يحتاج معدات ثمنها بملايير السنتيمات. من أين للهواة بها؟