دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اليوم الجمعة، قادة وشعوب العالم إلى الإصغاء للشباب وتمكينهم وتحرير قدراتهم من أجل تحقيق السلام والتقدم في العالم. وقال كي مون، في رسالة إلى المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن الذي افتتحت أشغاله في مدينة مأدبا الأردنية (نحو 35 كلم من عمان) تلاها المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للسكان باباتوندي أوسيتيماين، "إنني أدعو القادة والشعوب في كل مكان إلى أن ينضموا إلي في الإصغاء للشباب وتمكينهم وتحرير قدراتهم من أجل تحقيق السلام والتقدم في العالم".
وأبرز الأمين العام للأمم المتحدة أن ثمة ارتباطا لا تنفصم عراه بين التنمية المستدامة والسلام والأمن، موضحا أن الشباب عامل أساسي في إحلال الأمن الدائم، "فإذا كان العديد من المقاتلين شبابا، فإن الغالبية العظمى من الشباب لا صلة لهم بالعنف. بل إنهم يكونون في أحايين كثيرة من أوائل ضحايا النزاعات، ويمكنهم أن يتزعموا الحركات المناصرة للسلام".
فالشباب يقول بان كي مون - يمكنهم، بفضل الدعم المناسب، أن يرسوا دعائم السلام ويعززوا المصالحة ويحققوا الحكم الديمقراطي، داعيا ممثلي الحكومات والمؤسسات المانحة وشركاء المجتمع المدني إلى دعم المبادرات الشبابية القيمة.
وقال "كلنا نسعى إلى تحقيق عالم أكثر عدلا وسلاما، وسيكون باستطاعتنا أن نحققه بفضل المساعدة التي يمكن أن يقدمها الشباب".
ومن جهته، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني ناصر جودة على أهمية العمل المنسق والفوري لتطوير أجندة عالمية للشباب والسلام والأمن لتمكين هذه الفئة من بناء مستقبل مشرق.
وأشار إلى تراجع الاهتمام بمسار السلام من قبل المجتمع الدولي خلال السنوات الأخيرة وغياب حل للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية، مضيفا أن كل يوم يتأخر فيه المجتمع الدولي في ذلك يؤدي إلى "ليلة دامسة تعمل فيها قوى الظلام على تجنيد الشباب".
وأبرز أن عدد الشباب في العالم يقدر بأكثر من مليار و800 مليون، منهم 600 مليون في مناطق الصراع.
أما المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو، إيرينا بوكوفا، فأشارت إلى أن 1,5 مليار شخص يعيشون في دول متأثرة بالنزاعات، 40 في المائة منهم شباب، مؤكدة على ضرورة دعم دور الشباب كبناة للسلام والتغيير ودعم إشراكهم، إلى جانب المجتمع المدني والإعلام، في حماية الموروث الإنساني.
وأضافت بوكوفا أن الأجندة التنموية يجب أن تركز على الشباب. وقالت، في السياق ذاته، إن "أمامنا عملا كبيرا".
وفي كلمة موجهة للمنتدى، عبر تقنية الفيديو، حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من أن العنف يأتي بعنف أكبر منه، مهما كان الإغراء، داعيا إلى ضرورة الاستماع إلى الشباب.
وأشار كيري إلى أن التحديات الراهنة تؤكد أن العالم الذي سيرثه الشباب ليس مثاليا، معربا عن يقينه، في الوقت ذاته، بأن الشباب على استعداد لمواجهة هذه التحديات.
وقال إن لدى جيل الشباب الحالي مهارات القيادة والقدرة على مواجهة المستقبل واتخاذ الخيارات الجديدة.
ويسعى المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن، الذي يستضيفه الأردن بالشراكة مع الأممالمتحدة على مدى يومين، بالأساس، إلى إيجاد أرضية مشتركة للعمل والحوار بين الشباب والفئات العمرية الأخرى من أجل التصدي للنزاعات والعنف والتطرف والصراعات على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.
ويجمع المنتدى نحو 500 مشارك من حول العالم يمثلون بشكل رئيسي الشباب ومنظمات يقودها الشباب إضافة إلى مسؤولين من الأممالمتحدة ومن عدة دول، ومنظمات دولية غير حكومية ومؤسسات ووكالات مانحة وأكاديميين ووسائل إعلام.
ويمثل المغرب في أشغال المنتدى القائم بالأعمال بالنيابة في سفارة المغرب بالأردن محمد المجدوبي الإدريسي، والمستشارة بالسفارة خديجة إد علي.