أسفر الانفجار القوي الذي هز العاصمة التايلاندية بانكوك، مساء الاثنين 17 عشت، عن مقتل 27 شخصا وإصابة 123 آخرين بجروح، وفقا للشرطة المحلية. ودوى الانفجار حوالي الساعة 19:00 بالتوقيت المحلي في حي سياحي وتجاري من بانكوك، حيث ترك مهاجمون مجهولون دراجة نارية مفخخة، بحسب الشرطة.
ووقع الانفجار على مسافة عدة أمتار فقط من معبد لإله (أرافان) الهندوسي، وهو مكان مكتظ دائما بالمتدينين والسياح، كما تقع بالقرب من هذا المكان متاجر كبيرة عدة وفندق.
وفي وقت لاحق عثر رجال الأمن في مكان الانفجار على عبوتين ناسفتين أخريين، وقامت الشرطة بفرض طوق أمني على المنطقة.
وقالت السلطات التايلاندية، اليوم الثلاثاء، إنها تبحث عن مشتبه به شوهد في لقطات سجلتها كاميرات دائرة تلفزيونية مغلقة تابعة لتلفزيون الصين المركزي (سي.سي.تي.في.) قرب موقع الانفجار في وسط بانكوك الذي أودى بحياة 27 شخصا بينهم تسعة أجانب من عدد من الدول الآسيوية.
وقالت الحكومة، حسب وكالة رويترز التي أوردت الخبر اليوم، إن الهجوم الذي وقع أثناء ساعة الذروة، أمس الاثنين، في المنطقة التجارية الرئيسية بالعاصمة يهدف إلى تدمير الاقتصاد. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها.
وقال قائد الشرطة سوميوت بومبانموانج إن المشتبه به كان يرتدي قميصا أصفر اللون ويمكن أن يكون تايلانديا أو أجنبيا.
وأضاف في مؤتمر صحفي "كان ذلك الرجل يحمل حقيبة ظهر ومر بالمكان في وقت وقوع الحادث. ولكننا بحاجة إلى أن نبحث فيما حدث قبل وبعد اللقطات التي سجلتها كاميرات الدائرة التلفزيونية المغلقة لمعرفة ما إذا كانت هناك صلة."
وقالت الشرطة في وقت سابق إنها لم تستبعد ضلوع أي جماعة بما في ذلك عناصر معارضة للحكومة العسكرية في الانفجار ،الذي وقع عند مزار إيراوان مساء أمس الاثنين رغم أن مسؤولين قالوا إن الهجوم لا يتوافق مع الأساليب التي يتبعها الإنفصاليون المسلمون في الجنوب. وأشار رئيس الوزراء التايلاندي برايوث تشان-أوتشا أيضا للرجل بوصفه مشتبها به دون ذكر أي تفاصيل.
وأبلغ برايوث الصحفيين في مقر الحكومة بالعاصمة التايلاندية "أمرت بمراجعة الكاميرات لأنه يوجد مشتبه به.. لكن من غير الواضح من هو." وتابع "ما زالت هناك جماعات مناهضة للحكومة."
وانتشرت الشرطة في موقع الانفجار، اليوم الثلاثاء، وارتدى بعض رجالها قفازات بيضاء وحملوا أكياسا بلاستيكية بحثا عن أدلة خاصة بالهجوم الذي يمكن أن يؤثر على السياحة ويضعف ثقة المستثمرين.
ويمثل مزار إيراوان -الذي يقع في منعطف مزدحم قريب من فنادق كبرى ومراكز تجارية ومكاتب ومستشفيات- منطقة جذب سياحي مهمة خاصة للزائرين من شرق آسيا كالصين. ويتعبد هناك أيضا الكثير من أهل تايلاند.
وفي واشنطن قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن من السابق لأوانه القول إن الانفجار هجوم ارهابي. وقال جون كيربي المتحدث باسم الخارجية إن السلطات في تايلاند لم تطلب مساعدة الولاياتالمتحدة.
وأعلن وزير الدفاع التايلاندي براويت وونغسوان أن "هؤلاء الأشرار كانوا يخططون لضرب القطاعين الاقتصادي والسياحي لتايلاند، الأمر الذي يدل عليه المكان الذي اختاروه".
ولا تزال السلطات حذرة في توجيه أصابع الاتهام إلى الجهة التي قد تقف وراء هذا الهجوم. صحيح أن تفخيخ الدراجات النارية يعد أسلوبا يستخدمه، وعلى نطاق واسع، الانفصاليون الذين يخوضون حرب عصابات ضد الحكومة في مناطق جنوبية من الفلبين، يشكل المسلمون أغلبية سكانها. لكن حتى الآن لم يتم تسجيل أي عملية للانفصاليين خارج المقاطعات الجنوبية الثلاث.
يذكر أنه في مايو الماضي شهدت بانكوك انفجارا وقع بالقرب أحد متاجر المدينة، لم يسفر عن وقوع إصابات تذكر، وأعلنت السلطات حينذاك أن الحادث وقع على خلفية المواجهة السياسية في المملكة، حيث جاء الانقلاب العسكري عام 2014 ليضع حدا لاحتجاجات مناهضة للحكومة.