تم أمس الخميس بكابيل، بمقاطعة زيلوند بجنوب غرب هولندا، تنظيم حفل تكريمي للجنود المغاربة الذين قضوا دفاعا عن حرية مملكة هولندا، إلى جانب رفقائهم في السلاح الفرنسيين والهولنديين. وعرف حفل تخليد الذكرى ال 75 لمعركة كابيل مشاركة سفير المغرب في هولندا، السيد عبد الوهاب بلوقي، إلى جانب ممثلي عدة بلدان أوربية.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد السيد بلوقي على ضرورة استخلاص الدروس من هذه المعركة الحبلى بالعبر، للمضي قدما على درب تعزيز التماسك الاجتماعي ومبادئ العيش المشترك.
وأضاف الديبلوماسي المغربي أن "الإزدراء الذي أبانت عنه صراحة بعض الأوساط تجاه شريحة هامة من هذا البلد (هولندا) يقوض أسسه الإنسانية ويتجاهل الدروس القيمة التي تعلمناها عبر التاريخ"، مستنكرا، في ذات السياق، الأحكام المسبقة الخاطئة حول المغاربة المقيمين في هولندا بسبب سلوك "غير مقبول وغير مبرر لأقلية". وقد تميز هذا الحفل، الذي يقام سنويا بمشاركة دبلوماسيين من عدة دول أجنبية، بحضور عشرات من أفراد الجالية المغربية، من مختلف الأجيال.
وبعد أن نوه بالجنود المغاربة ورفقائهم في السلاح الأوربيين الذين قضوا في ساحة المعركة، شدد السيد بلوقي على ضرورة نقل هذا التراث المشترك للأجيال المقبلة، معتبرا أن الاحتفال بهذه الذكرى هو اعتراف بالشجاعة والبطولة والتضحية التي أبان عنها الجنود المغاربة، ومعظمهم من الشباب الذي كان يحلم بالسلم والحرية ويطمح إلى حياة هنيئة.
بدورهم، أشاد المتدخلون في هذا الحفل، لاسيما عمدة مدينة كابيل والمستشار الأول لسفارة فرنسا، بالدور البطولي للمحاربين المغاربة بمعية باقي رفقائهم في السلاح الفرنسيين والهولنديين، وذلك في سبيل تحرير هولندا، مشددين على أهمية الاحتفال السنوي بهذا الحدث الزاخر بعبق التاريخ والحامل لدروس ملهمة للأجيال الحالية والمستقبلية.
وتميز هذا الحفل بتحية العلم والنشيد الوطنيين للمغرب وهولنداوفرنسا، ووضع إكليل من الزهور وفاء لذاكرة الجنود الذين قتلوا في الحرب.