باعتباره مرجعا حقيقيا وموعدا سنويا لا غنى عنه للقطاع الفلاحي، سواء على المستوى الوطني أو الدولي، يحتفي المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، هذه السنة، بمناسبة رمزية تتمثل في بلوغ هذا الملتقى دورته العاشرة، أي عشر سنوات من النجاح والتبادل والاكتشافات من أجل إشعاع وترقية الفلاحة المغربية والانطلاق نحو فلاحة الغد. وتعيش الفلاحة المغربية مرحلة مهمة من تطورها بحلول مرحلة جديدة ومفصلية من مخطط (المغرب الأخضر) الذي سيعرف، على بعد خمس سنوات من استكماله، ظهور أوراش جديدة و"جبهات" استراتيجية من أجل استكمال بناء فلاحة الغد التي يعمل هذا الموعد السنوي على تشييد أسسها مساهما بذلك، ومنذ إطلاق هذا المخطط سنة 2008، في كافة التطورات والمنجزات التي تسعى لتنمية الفلاحة المغربية ومصاحبة انطلاقها وإشعاعها الدولي.
وللدورة الحالية دلالة كبرى إذ تنعقد في منتصف مسار مخطøط (المغرب الأخضر)، الذي يبدأ اليوم وعلى بعد خمس سنوات من انتهائه (2020) مرحلة جديدة تهدف إلى استمرارية دينامية قوية ونفس جديد للفلاحة الوطنية.
فهذا المعرض، الذي تنظمه وزارة الفلاحة والصيد البحري من 28 أبريل الجاري إلى 3 مايو المقبل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عرف منذ دوراته الأولى كيف يصبح موعدا قارا لا غنى عنه للفلاحة وطنيا وقاريا ودوليا، ليرتقي بذلك إلى مرتبة الملتقى الأول المغرب وإفريقيا، حيث بات نموذجا يحتذى به في القارة الإفريقية، وأصبح منذ سنة 2009 موضوع طلب على المستوى القاري بهدف تعاون ينبني على نقل هذه التجربة والاستفادة من مهاراتها.
إن هذه التجربة لم تقف عند هذا الحد بل هناك مشاريع أخرى في طور الإنجاز من أجل توسيع هذا النموذج المغربي على بلدان إفريقية أخرى مما يعزز من دور هذا الملتقى في إشاعة هذا النموذج الرائد واعتباره أول ملتقى بإفريقيا.
ولعل اختيار شعار هذه السنة "الفلاحة والأنظمة الغذائية" يؤشر على عشر سنوات من النجاح والتفوق والتبادل، والتي تمخض عنها خلق العديد من المبادرات وتوقيع مجموعة من الاتفاقيات المهيكلة للفلاحة الوطنية، إنه موضوع يسمح بالتفكير في مختلف الإمكانات والمخارج التي تزخر بها الفلاحة الوطنية وتجعلها في قلب الحركية الفلاحية الدولية.
ويشكل هذا الملتقى، الذي يسعى إلى تقديم أرضية لمناقشة مجموع التحديات التي يتوجب على الفلاحة المغربية رفعها، مناسبة لتسليط لضوء على تحديات ورهانات القطاع الفلاحي كقطاع حيوي بالنسبة للاقتصاد الوطني، وكذا فرصة لاكتشاف سبل ومراحل تطوير الأنظمة الغذائية المحلية.
وتعرف الدورة العاشرة لهذا الملتقى، الذي يتوقع أن يستقطب مليون زائر، مشاركة 1200 عارض يمثلون 59 بلدا من أوروبا (21 بلدا) وإفريقيا (14 بلدا)، والشرق الأوسط (8 بلدان)، وآسيا (سبع بلدان)، وإفريقيا الشمالية (أربع بلدان)، ثم بلدين اثنين لكل من أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية.
وسيتم خلال هذا المعرض، المقام على مساحة تقدر ب172 ألف متر مربع، عرض أزيد من 2100 رأس من مختلف أصناف الحيوانات وتوسيع المساحة المخصصة لقطب المنتوجات الفلاحية لتصل إلى أربعة آلاف متر مربع وذلك من أجل منح العارضين فرصة أكبر للتعريف بمنتوجاتهم وترويجها.
وتتمحور أشغال هذا الملتقى حول تسع أقطاب موضوعاتية وهي"قطب الجهات" الذي يعرض موضوعات تتعلق بفلاحة كل جهة حسب منطقتها الجغرافية، وقطب "المؤسسات والمحتضنين"، و"القطب الدولي" الذي يضم المقاولات الأجنبية العاملة القطاع الفلاحي أو في مجال الفلاحة الغذائية، وقطب "المنتجات" ويشمل المقاولات الصغرى والمتوسطة والمقاولات الفلاحية الكبرى والمتخصصة في الخضر والفواكه والمنتجات المصنعة، وقطب "التموين الفلاحي"، وقطب "الطبيعة والحياة"، وقطب "تربية المواشي"، وقطب "الآليات"، وقطب "المنتجات المحلية".
ويتضمن برنامج هذه الدورة تنظيم محاضرات وندوات وورشات منها بالخصوص، "السلامة الصحية للغذاء والتغذية"، و"إنتاج الزيتون بالمغرب .. أي مكانة غدا في سوق زين الزيتون وزيت المائدة ¿"، و"قطاع التغذية الفلاحية في المنطقة الأورو-متوسطية .. التحديات والإمكانات"، و"دور المرأة في المنظومة الغذائية .. بعد ضروري لاستدامة المنظومات الغذائية"، و"النظام الغذائي ومساهمته في استقلالية الفاعلين المحليين".
كما سيتم عقد مسابقات تربية المواشي، وتوزيع جوائز، وكذا تنظيم أيام مهنية، إضافة إلى تنظيم الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة الفلاحية في نسختها الثانية والتي تم إطلاقها بمبادرة من وزارة الفلاحة والصيد البحري.