أكد مدير مركز "إفريكا سانتر" التابع لمجموعة التفكير الأمريكية المرموقة (أطلانتيك كاونسل)، بيتر فام، أن الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدة، الذي تنعقد دورته الثالثة الخميس المقبل بواشنطن، يشكل "إطارا مؤسساتيا استثنائيا" في سبيل تعزيز المصالح الاستراتيجية لمحور الرباطواشنطن. واعتبر هذا الخبير في القضايا الإفريقية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "الأمر يتعلق بمؤسسة استثنائية إذا علمنا أن الولاياتالمتحدة لم تعقد سوى 20 حوارا استراتيجيا على المستوى الدولي مع بلدان تعتبرها واشنطن بمثابة شركاء أساسيين"، مضيفا أن هذا الإطار المؤسساتي يسعى لأن يكون أرضية لتعزيز علاقات التعاون الثنائية الاستراتيجية التي تحظى بأولوية كبيرة.
وأشار إلى أنه بالنظر إلى "أن الولاياتالمتحدة والمملكة المغربية تعقدان هذه السنة الدورة الثالثة من الحوار الاستراتيجي، فهذا دليل على أهمية الشراكة الاستراتيجية التي تجمع العاصمتين".
وستتطرق الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي إلى أربعة محاور أساسية ستتم مناقشتها في أربع مجموعات عمل، ويتعلق الأمر بالمجموعة السياسية، والمجموعة الأمنية، والمجموعة الاقتصادية والتجارية والمالية، والمجموعة الثقافية والتربوية.
وفي هذا الإطار، أبرز بيتر فام الدور الطلائعي الذي تضطلع به المملكة في محاربة التطرف العنيف بالمنطقة عبر المقاربة "الفريدة والمتعددة الأبعاد" التي أثبتت جودتها ووجاهتها.
وذكر في هذا الصدد بأن المغرب والولاياتالمتحدة وقعا، في 7 غشت 2014 بواشنطن على هامش القمة الأولى للولايات المتحدة إفريقيا، على اتفاق إطار ثنائي للدعم في مجال مكافحة الإرهاب، يهدف بالأساس إلى إرساء تعاون ثلاثي الأطراف في المجال الأمني.
وقال إنه بموجب مذكرة التفاهم هاته، يلتزم البلدان بتعزيز القدرات الإقليمية، لاسيما في مجال تكوين عناصر مصالح الأمن المدني بالبلدان الشريكة بمنطقتي المغرب العربي والساحل، من خلال تعبئة الخبرات المتبادلة في العديد من المجالات كإدارة الأزمات وأمن الحدود والتحقيقات.