تم عرض الشريط المغربي "وداعا كارمن" لمخرجه محمد أمين بنعمراوي مساء أمس الثلاثاء بمركز الفن المعاصر بقلعة أوجازدوكي بوارسو وشكل ذلك فرصة كي يطلع محبو السينما في بولونيا على السينما المغربية. وبهذه المناسبة قام سفير المغرب في وارسو السيد يونس التيجاني بتقديم مختصر للشريط الذي يندرج عرضه في إطار أسبوع الفرانكفونية.
ومكن الشريط المقدم باللغة الأمازيغية مع ترجمة أسفل الشاشة باللغتين البولندية والفرنسية، قاعة ممتلئة عن آخرها من اكتشاف منطقة الريف في سنوات السبعينات التي شهدت بعض الأحداث السياسية أهمها إعلان المسيرة الخضراء التي مكنت المملكة من استكمال وحدتها الترابية وتجاوز الخلافات مع إسبانيا واستئناف علاقات حسن الجوار بين البلدين.
ويحكي شريط "وداعا كارمن" قصة عمار وهو طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، يعيش وحده مع عمه بعد أن توفي والده وسافرت والدته إلى بلجيكا حيث تزوجت مجددا. وبعد أن تخلى عنه ذووه، يتعرف عمار على كارمن، وهي لاجئة إسبانية هاربة من نظام فرانكو، ستجعل الطفل يكتشف السينما وتغمره بالحب الأمومي كما تجعله يكتشف عالما من المغامرات والأغاني عبر دعوته لحضور عروض سينماها.
تواطؤ جميل وحنان حقيقي سينشأ بين المرأة والطفل اللذان سيجدان صعوبة في الافتراق بعد أن قررت كارمن العودة بصورة نهائية إلى إسبانيا.
وحصل فيلم "وداعا كارمن" الذي أخرج في 2013، على جائزة الدورة الثامنة عشرة لمهرجان الشاشات السوداء بياوندي بالكاميرون، كما حصل على تنويه خاص للجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم بدبي.
وقد أعجب الجمهور المكون من سفراء ودبلوماسيين ومحبي السينما بدور اليافع عمار (أمان الله بنجيلالي) الذي جسد دور طفل حساس شديد الارتباط بأمه ومسالم. وقد نجح اعمار في فرض شخصية لم يكن يبدو أن بإمكانها إيجاد مكان لها في مجتمع ريفي متشبع بالصور النمطية يروج لأفكار تنفر من النساء.