استبقت الولاياتالمتحدة احتمال قيام موقع ويكليكس المثير للجدل بتسريب مجموعة ضخمة من الوثائق والتقارير الدبلوماسية التي قد تحتوي على معلومات حساسة عن علاقتها ببعض الدول، بالاتصال بحلفائها للحد من تأثير هذه التسريبات على علاقتها بها. وذكرت التقارير أن الإدارة الأمريكية استعدت لأسوا السيناريوهات وأبلغت تركيا وإسرائيل والدنمارك والنرويج وبريطانيا بالحرج المحتمل الذي قد ينجم عن هذه التسريبات. وقال مسؤولون امريكيون ان وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون قد اتصلت هاتفيا بعدد من حلفاء الولاياتالمتحدة قبيل النشر المتوقع لآلاف الرسائل الدبلوماسية يعتقد انها تتضمن معلومات حساسة عن علاقات الحكومة الامريكية مع هذه الحكومات. بينما قامت السفارات الامريكية من كانبيرا الى انقرة ومن تل ابيب الى روما باجراء وقائي بابلاغ حكومات الدول عن ما يمكن توقعه من مواد حساسة في هذه الوثائق. وقال الادميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة ان موقع ويكليكس يعرض حياة عناصر القوات الامريكية واناسا حول العالم يساندون الولاياتالمتحدة الى الخطر ووصف في مقابلة مع شبكة سي ان ان الامريكية نية نشر هذه الوثائق بالامر" الخطير للغاية". واضاف "اعتقد إن على المسؤولين عن ذلك التفكير في لحظة معينة بمسؤوليتهم تجاه الاشخاص الذين يعرضونهم للخطر والامتناع عن نشر هذه المعلومات". وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن تسريب هذه التقارير الدبلوماسية قد "يتسبب في توتر" بين الدبلوماسيين الأمريكيين "والأصدقاء" عبر العالم. وحذر الناطق باسم الوزارة بي جي كراولي من خطر تأثير فحوى هذه الوثائق على مصداقية الولاياتالمتحدة كشريك دبلوماسي. وقال موقع ويكيليكس إن الولاياتالمتحدة تخشى من المحاسبة، ولم يحدد ويكيليكس موعد نشر هذه الوثائق. ويقول محللون إن الولاياتالمتحدة وحلفائها قد يتعرضون إلى الحرج بعد نشر تقييمات صريحة لحكومات أجنبية صادرة عن مسؤولين أمريكيين. لكن الموقع الذي أسسه جوليان أسانج قال في وقت سابق هذا الأسبوع إن حجم ما سينشر من الوثائق أكبر سبع مرات من وثائق وزارة الدفاع الأمريكية الأربعمئة ألف المتعلقة بحربي العراق وافغانستان والتي نشرت خلال شهر أكتوبر، أي ما قد يناهز 3 ملايين وثيقة. ويُجهل مصدر الوثائق المتوقع تسريبها، لكن الجندي في الجيش الأمريكي برادلي مانينغ، وهو كذلك محلل عسكري، لا يزال رهن الاعتقال منذ شهر يونيو في انتظار المحاكمة بشبهة تسريب وثائق سابقة.