صنفت منظمة الشفافية الدولية الجيش الجزائري من أكثر جيوش شمال أفريقيا والشرق الأوسط فسادا، وأفادت المنظمة في تقرير لها، صدر أخيرا، أنّ الفساد قد تعاظم واستشرى في أغلب الدول العربية مقارنة بما كان عليه سنة 2011 وقد صنْفت الجزائر من أكثر الدول فسادا في المرتبة 100 من بين 177 دولة شملها التقرير. وانفرد التقرير بتحليل ظاهرة الفساد في أجهزة الدفاع و الأمن التي "كان لها دور ملموس في الاضطرابات الإقليمية ويجب أن تستغل زخم التغيير لتجري إصلاحات من الداخل".
وشمل التقييم 19 حكومة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، واعتبر التقرير، الذي صنف مؤشر الفساد في القوات المسلحة على أنحاء مختلفة، صنف الجيش الجزائري ضمن مؤشر "أف" وهي تعني مخاطر فساد حرجة، وهي مرحلة أعلى من "أ" التي تعني مخاطر فساد مرتفعة جدا.
وذكر التقرير أن الجريمة المنظمة اخترقت الجيش الجزائري وأجهزة الأمن وأن دفع الرشى متفش، خاصّةً وأن شراء المعدات العسكرية أمر محاط بالسرية.
وتعتبر الجزائر عموما في المراتب الأولى عالميا في مؤشر الفساد، وتراجعت الجزائر في ترتيب الدول الأكثر فسادا في العالم إلى المرتبة ال100 حسب مؤشر منظمة الشفافية الدولية لعام 2014 بعد أن كانت تحتل المرتبة 94 في 2013. وجاءت الجزائر في مرتبة بعيدة عن قطر التي جاءت في المرتبة 26 والسعودية التي حلت في المرتبة 55 وخلف حتى جارتيها تونس (79) .
إن هذا الترتيب يعكس تنامي ظاهرة الفساد والرشوة في مؤسسات البلاد. وأكدت منظمة شفافية دولية في تقريرها السنوي عن الفساد في العالم، أن الجزائر أصبحت من الدول الأوائل من حيث تنامي مظاهر الرشوة، سيما على مستوى البنوك و منح الصفقات العمومية الكبرى.
غير أن الجيش الجزائري يأتي في المراتب الأولى للمؤسسات التي ينخرها الفساد بالجزائر، والتي تعتبر فيها الرشوة قاعدة أساسية، بدءا من صفقات السلاح التي تروج فيها عمولات ضخمة وانتهاء بترويج كل أنواع "الموبقات" وسط الجيش حتى يقتلوا فيه الرجولة والنخوة.