أثارت وفاة أحد مشجعي نادي ديبورتيفو لاكورونيا إثر مشاجرات، بين مشجعين بمدريد قبيل مباراة لكرة القدم جدلا بإسبانيا التي تنوي اتخاذ تدابير جديدة ضد عنف المشجعين المتطرفين أو ما يعرف بالألتراس. وعقد اجتماع طارئ للجنة الوطنية لمكافحة العنف أمس الاثنين بمدريد لمناقشة الإجراءات الواجب اتخاذها في أعقاب الأحداث التي وقعت قبيل لقاء ديبورتيفو لاكورونيا ضد أتلتيكو مدريد بملعب فيسنتي كالديرون في العاصمة الإسبانية برسم الدورة 13 من البطولة الإسبانية.
واشتبك مشجعون من الفريقين بالقضبان الحديدية والهراوات والسكاكين قبيل بداية هذه المباراة. وخلفت الأحداث مقتل رجل من غاليسيا (43 سنة)، أب لطفل في الرابعة من العمر، بعد أن ألقي به في نهر مدريد، وإصابة 11 شخصا آخر.
وأظهرت لقطات فيديو تناقلتها عدد من وسائل الإعلام الإسبانية مجموعة من الأشخاص وهم يلقون بأحد المشجعين المتطرفين لنادي لاكورونيا من على حاجز لنهر ريو دي مدريد.
وقال كاتب الدولة الإسباني للأمن فرانسيسكو مارتينيز، في مؤتمر صحفي بعيد اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة العنف حضره المدير العام للشرطة الإسبانية إغناسيو كوسيدو ورئيس المجلس الأعلى للرياضة ميغيل كاردينال، أنه "لم يكن هناك أي مؤشر أو دليل موضوعي ينبئ بالأحداث التي وقعت".
ودعا الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (معارض) إلى مثول عاجل لوزير الداخلية خورخي فرنانديز دياز أمام مجلس النواب لتقديم تفسيرات حول هذه الأحداث.
وأكد رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، من باريس حيث يشارك في الاجتماع الثنائي الفرنسي الإسباني ال24، أن هذه الحلقة من العنف "يرثى لها"، لافتا إلى أن بعض الأندية قامت باللازم من أجل "القضاء على هذا النوع من السلوك.
وقالت وزارة الداخلية الإسبانية ان مرتكبي أعمال العنف هذه "قاموا بكل شيء من أجل الإفلات من مراقبة ويقظة الشرطة" و"بشكل متعمد".
وبحسب وسائل إعلام محلية فإن ألتراس لا كورونيا استأجروا حافلة بإقليم لوغو المجاور لتفادي كشفهم من قبل الشرطة. وقد قبض على 21 شخصا عقب هذه الأحداث وتم وضعهم رهن الحراسة النظرية.
وقال رئيس المجلس الأعلى للرياضة ميغيل كاردينال، قبيل الاجتماع، إن "هذه المجموعات تتجمع وتتواجه أكثر بحسب قناعات أيديولوجية أكثر منها رياضية"، مشيرا إلى أنه يتوقع عقوبات كالإغلاق المؤقت للملاعب أو طرد مجموعات الألتراس.
وتابع "لقد تم اقتراح إعداد قائمة بمجموعات الألتراس لاستبعادها من الملاعب، ووضع جدول زمني للقيام بهذا العمل على أحسن وجه. وهو طريق نهجته بعض الأندية، والتزام واضح وقوي"، مضيفا "أنا واثق من أنه سيكون فعالا".
وسيعقد اجتماع آخر يوم الخميس المقبل بين الجامعة والاتحاد الاسباني لكرة القدم ينتظر أن تتحذ خلاله رزمة من الإجراءات الجديدة ضد العنف، إلى جانب تقديم مجموعة من الاقتراحات"، بحسب ما أعلن في مدريد.
يذكر أن آخر وفاة بسبب الاشتباكات بين المشجعين المتطرفين لأندية كرة القدم تعود إلى سنة 2003 عندما قتل أحد أنصار ديبورتيفو لاكورونيا على يد ألتراس ناديه.