أكد جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي بباريس، أن المعرض الحدث حول "المغرب المعاصر" الذي أشرفت صاحبة السمو الملكي الاميرة للا مريم على تدشينه الاسبوع الماضي بمعية الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بباريس، يشكل "نجاحا فنيا وشعبيا باهرا"، معربا عن امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس "الذي لم يتوان منذ البداية في تقديم الدعم الكبير لهذه المغامرة البديعة".
وقال جاك لانع، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الامر يتعلق بنجاح فني لكون هذه التظاهرة هي ثمرة عمل جماعي، تم في إطار روح الصداقة والثقة، مؤكدا في هذا الصدد انخراط السلطات والمؤسسات الثقافية المغربية التي عبأت طاقاتها ومواهبها من أجل إنجاح هذا الحدث.
كما تطرق رئيس معهد العالم العربي الى النجاح الشعبي لهذه التظاهرة، معربا عن اندهاشه بالعدد الهام للزوار الذين توافدوا على المعرض خلال الاسبوع الاول.
وقال "إن الايام الاولى تكون دائما صعبة بالنسبة لمثل هذا النوع من الاحداث ، لكن هذه التظاهرة شهدت منذ اليوم الاول إقبالا من لدن الزوار الذين حجوا الى معهد العالم العربي بكثافة"، معربا عن يقينه بأن عدد زوار المعرض سيشهد تزايدا.
وأضاف "لم أكن أتوقع هذا الحجم من الوافدين على المعرض خاصة وأن الزوار يأتون من كل المناطق"، مشيرا الى أن فريق المعهد العربي منكب على تنظيم توافد الزوار خاصة خلال عطلة نهاية الاسبوع التي تشهد إقبالا كثيفا على المعرض.
وقال إن زوار المعرض الدولي للفن المعاصر الذي يقام حاليا بباريس، سيتوافدون على المعرض المقام حول المغرب، فضلا عن هواة جمع التحف والنقاد من العالم بأسره.
وأكد جاك لانع ان المغرب والفنانين المغاربة الذين يبهرون بمواهبهم يوجدون في قلب العالم عبر هذا المعرض ، مبرزا في هذا السياق الاهتمام الذي أولته الصحافة الفرنسية والدولية لهذا الحدث .
وأضاف في هذا الاطار، ان الصحافة الدولية نشرت مقالات تبرز فيها حيوية الابداع الثقافي والفني بالمغرب، مشيرا الى أن الاقبال الكثيف على هذا المعرض يبرهن مرة أخرى على أن المغرب "بلد يستهوي، وجذاب ومثار إعجاب".
ويعتبر المعرض الذي يقام من 15 اكتوبر الجاري الى 25 يناير القادم من طرف معهد العالم العربي، بشراكة مع المؤسسة الوطنية للمتاحف، أحد أهم التظاهرات التي لم يسبق أن خصصت بفرنسا للمشهد الفني المعاصر لبلد أجنبي، والتي تضم فنانين من مختلف الاجيال، منذ جيل رواد الفن التشكيلي المغربي الحديث الى جيل الشباب الذي جرب تقنيات مختلفة.
ويتيح المعرض الذي يقام انسجاما مع الدستور المغربي الذي يكرس بقوة تنوع وتعددية الموروث الثقافي للمملكة، الفرصة لنحو 700 فنان ومبدع وموسيقي ومغني وكاتب ومثقف وجامعي، لإبراز الحراك الفني والثقافي الذي يميز مغرب اليوم .
ويقام في إطار هذه التظاهرة، ثلاثون حفلا موسيقيا، تقترح أنماطا موسيقية من مختلف مناطق المغرب، فضلا عن عرض أفضل الافلام المغربية التي أنتجت خلال السنوات الاخيرة، بعضها يعرض لاول مرة أمام الجمهور الفرنسي .
كما تنظم في إطار المعرض حفلات للرقص وأزيد من 25 ندوة، حول مغرب اليوم،والقضايا السياسية والدينية والنسوية، والاعلامية والاقتصادية واللغوية والأدبية، وحول المشهد الفني المعاصر بالمملكة .